أخطط لاغتيالي
-1-
كل يوم في مثل هذه اللحظة
سوف أموت
سأبدل عينيّ بحزن ملائم
أخبئ السماء في جيبي
كرغيف مسالم
ألوح للملائكة و المارة و أبكي
أسترق السمع
الذين خرجوا من الهاتف
لم يكونوا من أشتهيهم
الآن....
وقد أصبحت طائرا
لم يعد بإمكاني التأكد من بياض رئتي
و سواد الكفن
................ المسدس على الطاولة
الملابس في الحقيبة
الأرواح تختبئ في علب الفازلين
البارمان على منضدة الرقص
البيوت معلقة في أحبال المشنقة
الأميرات يغتصبن العبيد
فهل هذه المسافة
كافية للهرولة
أم أن عيني لم تستطع اختيار
القبر الملائم
-2-
أيتها الخناجر
بإمكانك تمزيق الأفئدة و القصائد
و مناشر الغسيل
وأيدي الأحبة الباردة
بإمكانك
خلق كون جديد بلا بنايات عالية
و لا هواتف
ولا طيور
بإمكانك....
فتح كل الأبواب
و الإنصات جيدا للكلام الهامس بين مساحيق الغسيل
و القلوب
لصوت عبد الناصر في خطاب التنحي
للشجرة و قد تم إصلاحها بضفيرتين
جذرها ثابت
و فرعها في السماء
تؤني أكلها كل حين اغتيال
سأفك ذراعي المسيح
و ساقي يهوذا
و فم النجار
و عينيّ
أنصبني مصلوبا جديدا لأتذكر أن
محمود المليجي في آخر لقطة من فيلم الأرض
كان يجر أظافره فوق وجهي
و أنا غائص في الشمس والتاريخ
-3-
الآن
و قبل الرحيل بدقائق
يجب أن أصنع قبرا يتسع لنومي
وأعداء ساذجين كفراشة
ومصابيح كهرباء تمارس الحلم
ونافذة لا تغلق في وجهي
وبسبوسة محشوة ..
ليحيى الطاهر عبد الله .
-2-
الآن
وقد شارفت القصيدة على الانتهاء
يجب أن أقول
أن الهواتف الخرساء هي السبب
أن نوافذ البيوت .. القديمة المغلقة .. هي السبب
أن الطيور التي بلا ريش
بلا قصائد خضراء
بلا دُمى لتمضية الوقت
بلا شريطة في الشعر
بلا نقود تشتري بها السجائر
أو تحاسب التاكسي
لم تكن هي السبب
فقط هو المقهى اليتيم كشيطان
من نفذ اللوحة
وعلقني في ألسنتكم هكذا
في بروفيل أنيق
بلا أي جيوب
تصلح كعش للحمام
-1-
هذه فرصة مناسبة لإعدام جان دارك
فرصة مناسبة للماركسيين ليقولوا
أن السعادة تزيد في متوالية عددية
فيما يزيد الشقاء في متوالية هندسية
فرصة مناسبة لمنير ليسألني
ـ ترقص ؟
ـ أرقص .. غصب عني أرقص
فرصة مناسبة للسماء
لكي لا تختارني نبياً
لأعيش فقط في الساعة الخامسة والعشرين
أبحث عن نهاية مناسبة للقصيدة
دون أن أدرك
أن هذا الوقت مناسب جداً لأن أحزن
مناسب جداً
لأن أبكي
مناسب جداً لأن أموت
(0)
مناسب جدا