ربما كان الحدث الأكثر مأساوية في حياة آلاف الاقتصاديين في العالم خلال شهر سبتمبر هو إفلاس بنك برازرز الأميركي ، خاصة أن الإفلاس ساهم في انهيار العديد من البورصات في العالم ، في ظل مخاوف أن يشهد العالم أسوأ أزمة اقتصادية منذ قرن ، وبالنسبة للمصريين فلن ينسوا لمدة طويلة حدثا وقع في الأيام الأولى من شهر أيلول الجاري وهو انهيار صخرة الدويقة والتي راح ضحية لها أكثر من مائة شخص ، وتشرد المئات في المقابل ، ومنذ أيام حريق المسرح القومي لكن إذا كانت هذه الأحداث هي الأبرز خلال هذا الشهر ، فإن شهر سبتمبر في اعتقاد الكثيرين هو الأسوأ سياسيا كل عام .
ويحق للسياسيين أن ينتظروا شهر سبتمبر كل عام بترقب ، فهو الشهر الذي يرى كثيرون أنه لا بد أن يشهد أحداثا مأساوية كل عام ، لدرجة أنه أطلق عليه لقب " أيلول " الأسود .
أشهر أحداث سبتمبر المأساوية هي الأحداث التي ارتبطت باسمه " أحداث 11 سبتمبر " 2001 ، وانهيار برجي التجارة العالمية ، و رحيل الزعيم المصري جمال عبد الناصر المفاجئ في 28 سبتمبر 1970 في وقت كانت تحتل فيه إسرائيل قطاعات عريضة من الوطن العربي ، وأيضا مذبحة صابرا و شاتيلا التي حدثت في نفس الشهر .
العالم قبل 11 سبتمبر يختلف عن العالم قبله ، هذه هي الجملة التي أصبحت الأشهر على ألسنة السياسيين في إشارة إلى التغيير الذي أحدثته أحداث 11 سبتمبر في العالم كله ، في صباح ذلك اليوم أقلعت طائرتان من مطار بوسطن في طريقهما إلى لوس أنجلوس ، غير أن رسل الموت شاءت أن يكون لها طريق آخر ، فارتطمت إحداهما بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي ،وارتطمت والثانية بعدها ب 18دقيقة بالبرج الجنوبي للمركز وبعد حوالي ساعة ارتطمت طائرة ثالثة بالجانب الغربي لمبنى البنتاجون وسقطت الطائرة الرابعة قرب بنسلفانيا ، كان مشهدا لا يمكن محوه من ذاكرة التاريخ ، و كان العالم كله يشاهد الحدث في نفس اللحظة ، وهو يعتقد أنه يرى مجرد فيلم أمريكي مبهر ، هذه الأحداث التي أسفرت عن مقتل قرابة ثلاثة آلف أميركي ترتب عليها احتلال أفغانستان ، وسقوط دولة طالبان ، و احتلال العراق فيما بعد بحجة مطاردة الإرهاب وبدء الحرب العالمية على الإرهاب والتي كانت تقودها أميركا بمنطق من ليس معنا فهو ضدنا ، ووضع أسامة بن لادن وأيمن الظواهري على قمة المطلوبين في العالم ، وبالنسبة للعالم العربي فقد أصبحت النظرة التي توجه إلى أي شخص على أنه إرهابي حتى يثبت العكس .
إذا كانت أحداث 11 سبتمبر هي الأشهر فإن هناك عشرات الأحداث لا يمكن محوها من ذاكرة التاريخ سجلت في صفحات هذا الشهر ، ففي سنة 1939 في الساعة الرابعة وخمس وأربعين دقيقة فجر هذا اليوم بدأت الحرب العالمية الثانية بغزو ألمانيا لبولندا وفي سنة 1666 بدء حريق لندن الكبير الذي استمر خمسة أيام وأتى على المدينة كلها وإذا عدنا للخلف قليلا في التاريخ ففي 4 من هذا الشهر سنة 1870 كانت هزيمة نابليون الثالث إمبراطور فرنسا أمام القوات الألمانية ووقوعه أسيراً في يد الألمان ، أما التاريخ العربي فهو يذخر بعشرات الأحداث المأساوية ، معظمها متعلق بالصراع العربي الإسرائيلي ففي هذا الشهر سنة 1978 بدأت مباحثات كامب ديفيد التي استمرت حتى السابع عشر من ذات الشهر وأسفرت عن توقيع وثيقتين بين مصر وإسرائيل ، وهو نفس الشهر أيضا الذي شهد توقيع اتفاقية أوسلو لذا يعتبره أعداء التطبيع شهرا سيء السمعة ، وفي عام 1922 إعلان الوصاية البريطانية على فلسطين ، ويوم 14 من هذا الشهر سنة 1982 كان اغتيال الرئيس اللبناني بشير الجميل ، وفي اليوم التالي كان غزو إسرائيل الشامل لمدينة بيروت في أعقاب الاغتيال ، وفي سنة 1931 حاكمت السلطات الإيطالية الزعيم الليبي عمر المختار وحكمت عليه بالإعدام ، ونفذ الحكم في نفس الشهر ، وفي سنة 1882 احتلت القوات البريطانية القاهرة، وكان استسلام أحمد عرابي ونفيه إلى سيلان ، وفي سبتمبر 1991 تم فرض عقوبات على العراق استمرت أحد عشر عاماً قبل أن يدخل العراق في دوامة الاحتلال الأميركي
وفي سنة 1967 تم إعلان وفاة المشير عبد الحكيم عامر منتحرا بالسم عقب هزيمة يونيه ، والتي اصطلح على تسميتها بالنكسة .
وإذا كان وزير دفاع عبد الناصر انتحر في شهر سبتمبر ، فإن عبد الناصر نفسه ، فارق الحياة في نفس الشهر عام 1970 ، تاركا بعد أن خاض حرب الاستنزاف مع إسرائيل ، لتدخل مصر مرحلة جديدة ومختلفة مع العالم العربي مع بداية حكم الرئيس محمد أنور السادات ، لكن نهاية الرئيس السادات كانت بدايتها في شهر سبتمبر أيضا حين أصدر ما عرف بقرارات سبتمبر السوداء ، في 5 سبتمبر 1981 ، حيث قرر اعتقال النخبة المثقفة والسياسية والدينية و الصحفية والطلابية بجميع انتماءاتها ومراكزها وأعمارها وإلقائهم في السجن ، وقال خطبته الشهيرة في هذا اليوم والتي اقتص فيها من خصومه ، ويعبر المؤرخون أن هذه الأحداث كانت بداية نهاية السادات ، فيعد شهر ويوم تم اغتياله إثناء حضوره عرضا عسكريا بمناسبة انتصارات حرب أكتوبر .
أما لقب أيلول الأسود فقد أطلق على شهر سبتمبر 1970 والذي شهد قتالاً طاحناً بين الجيش الأردني والحركات الفلسطينية بالأردن وسقط فيه مئات الشهداء من الجانبين ، بأيد عربية ، وهي الأحداث التي أدت إلى خروج المقاومة الفلسطينية من الأردن إلى لبنان ، و تشكلت على خلفية هذه الأحداث منظمة أيلول الأسود التي نفذت عملية اغتيال أحد عشر رياضيا إسرائيليا في دورة الألعاب الاولمبية لعام 1972 في ميونخ بألمانيا، واغتيال رئيس الوزراء الأردني وصفي التل في القاهرة في 1971 الذي حملته المنظمة أحداث أيلول الأسود ، وأحداث ميونيخ هي عملية فدائية فلسطينية تم تنفيذها خلال أولمبياد ميونيخ عام 1972. في هذه العملية تم احتجاز 11 رياضي إسرائيلي في القرية الأوليمبية في ميونيخ كرهائن من قبل فدائيين من منظمة " أيلول الأسود "، وكانت مطالب الفدائيين في هذه العملية الإفراج عن 200 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، وحاصرت الشرطة الألمانية المبنى ولكن الشرطة لم تفلح بتحرير الرهائن .
ويبدو أن التاريخ الفلسطيني الحديث ترتبط مآسيه بشكل ما بشهر سبتمبر ، فقد وقعت مذبحة صابرا وشاتيلا عام 1982 في هذا الشهر ببيروت والتي راح ضحيتها ما يزيد عن 4 ألاف فلسطيني ولبناني ، وفي السنوات الأخيرة وقعت أيضا مذبحة جباليا في هذا الشهر عام 2004 .
في عالم السياسة لا يمكن القول بالتفاؤل والتشاؤم ، فالأمور تكون محسوبة بطريقة أخرى ، لكن من يتأمل شهر سبتمبر وأحداثه المأساوية لا يملك إلا أن يصيح فيه : أيها الشهر .. ترفق .
ويحق للسياسيين أن ينتظروا شهر سبتمبر كل عام بترقب ، فهو الشهر الذي يرى كثيرون أنه لا بد أن يشهد أحداثا مأساوية كل عام ، لدرجة أنه أطلق عليه لقب " أيلول " الأسود .
أشهر أحداث سبتمبر المأساوية هي الأحداث التي ارتبطت باسمه " أحداث 11 سبتمبر " 2001 ، وانهيار برجي التجارة العالمية ، و رحيل الزعيم المصري جمال عبد الناصر المفاجئ في 28 سبتمبر 1970 في وقت كانت تحتل فيه إسرائيل قطاعات عريضة من الوطن العربي ، وأيضا مذبحة صابرا و شاتيلا التي حدثت في نفس الشهر .
العالم قبل 11 سبتمبر يختلف عن العالم قبله ، هذه هي الجملة التي أصبحت الأشهر على ألسنة السياسيين في إشارة إلى التغيير الذي أحدثته أحداث 11 سبتمبر في العالم كله ، في صباح ذلك اليوم أقلعت طائرتان من مطار بوسطن في طريقهما إلى لوس أنجلوس ، غير أن رسل الموت شاءت أن يكون لها طريق آخر ، فارتطمت إحداهما بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي ،وارتطمت والثانية بعدها ب 18دقيقة بالبرج الجنوبي للمركز وبعد حوالي ساعة ارتطمت طائرة ثالثة بالجانب الغربي لمبنى البنتاجون وسقطت الطائرة الرابعة قرب بنسلفانيا ، كان مشهدا لا يمكن محوه من ذاكرة التاريخ ، و كان العالم كله يشاهد الحدث في نفس اللحظة ، وهو يعتقد أنه يرى مجرد فيلم أمريكي مبهر ، هذه الأحداث التي أسفرت عن مقتل قرابة ثلاثة آلف أميركي ترتب عليها احتلال أفغانستان ، وسقوط دولة طالبان ، و احتلال العراق فيما بعد بحجة مطاردة الإرهاب وبدء الحرب العالمية على الإرهاب والتي كانت تقودها أميركا بمنطق من ليس معنا فهو ضدنا ، ووضع أسامة بن لادن وأيمن الظواهري على قمة المطلوبين في العالم ، وبالنسبة للعالم العربي فقد أصبحت النظرة التي توجه إلى أي شخص على أنه إرهابي حتى يثبت العكس .
إذا كانت أحداث 11 سبتمبر هي الأشهر فإن هناك عشرات الأحداث لا يمكن محوها من ذاكرة التاريخ سجلت في صفحات هذا الشهر ، ففي سنة 1939 في الساعة الرابعة وخمس وأربعين دقيقة فجر هذا اليوم بدأت الحرب العالمية الثانية بغزو ألمانيا لبولندا وفي سنة 1666 بدء حريق لندن الكبير الذي استمر خمسة أيام وأتى على المدينة كلها وإذا عدنا للخلف قليلا في التاريخ ففي 4 من هذا الشهر سنة 1870 كانت هزيمة نابليون الثالث إمبراطور فرنسا أمام القوات الألمانية ووقوعه أسيراً في يد الألمان ، أما التاريخ العربي فهو يذخر بعشرات الأحداث المأساوية ، معظمها متعلق بالصراع العربي الإسرائيلي ففي هذا الشهر سنة 1978 بدأت مباحثات كامب ديفيد التي استمرت حتى السابع عشر من ذات الشهر وأسفرت عن توقيع وثيقتين بين مصر وإسرائيل ، وهو نفس الشهر أيضا الذي شهد توقيع اتفاقية أوسلو لذا يعتبره أعداء التطبيع شهرا سيء السمعة ، وفي عام 1922 إعلان الوصاية البريطانية على فلسطين ، ويوم 14 من هذا الشهر سنة 1982 كان اغتيال الرئيس اللبناني بشير الجميل ، وفي اليوم التالي كان غزو إسرائيل الشامل لمدينة بيروت في أعقاب الاغتيال ، وفي سنة 1931 حاكمت السلطات الإيطالية الزعيم الليبي عمر المختار وحكمت عليه بالإعدام ، ونفذ الحكم في نفس الشهر ، وفي سنة 1882 احتلت القوات البريطانية القاهرة، وكان استسلام أحمد عرابي ونفيه إلى سيلان ، وفي سبتمبر 1991 تم فرض عقوبات على العراق استمرت أحد عشر عاماً قبل أن يدخل العراق في دوامة الاحتلال الأميركي
وفي سنة 1967 تم إعلان وفاة المشير عبد الحكيم عامر منتحرا بالسم عقب هزيمة يونيه ، والتي اصطلح على تسميتها بالنكسة .
وإذا كان وزير دفاع عبد الناصر انتحر في شهر سبتمبر ، فإن عبد الناصر نفسه ، فارق الحياة في نفس الشهر عام 1970 ، تاركا بعد أن خاض حرب الاستنزاف مع إسرائيل ، لتدخل مصر مرحلة جديدة ومختلفة مع العالم العربي مع بداية حكم الرئيس محمد أنور السادات ، لكن نهاية الرئيس السادات كانت بدايتها في شهر سبتمبر أيضا حين أصدر ما عرف بقرارات سبتمبر السوداء ، في 5 سبتمبر 1981 ، حيث قرر اعتقال النخبة المثقفة والسياسية والدينية و الصحفية والطلابية بجميع انتماءاتها ومراكزها وأعمارها وإلقائهم في السجن ، وقال خطبته الشهيرة في هذا اليوم والتي اقتص فيها من خصومه ، ويعبر المؤرخون أن هذه الأحداث كانت بداية نهاية السادات ، فيعد شهر ويوم تم اغتياله إثناء حضوره عرضا عسكريا بمناسبة انتصارات حرب أكتوبر .
أما لقب أيلول الأسود فقد أطلق على شهر سبتمبر 1970 والذي شهد قتالاً طاحناً بين الجيش الأردني والحركات الفلسطينية بالأردن وسقط فيه مئات الشهداء من الجانبين ، بأيد عربية ، وهي الأحداث التي أدت إلى خروج المقاومة الفلسطينية من الأردن إلى لبنان ، و تشكلت على خلفية هذه الأحداث منظمة أيلول الأسود التي نفذت عملية اغتيال أحد عشر رياضيا إسرائيليا في دورة الألعاب الاولمبية لعام 1972 في ميونخ بألمانيا، واغتيال رئيس الوزراء الأردني وصفي التل في القاهرة في 1971 الذي حملته المنظمة أحداث أيلول الأسود ، وأحداث ميونيخ هي عملية فدائية فلسطينية تم تنفيذها خلال أولمبياد ميونيخ عام 1972. في هذه العملية تم احتجاز 11 رياضي إسرائيلي في القرية الأوليمبية في ميونيخ كرهائن من قبل فدائيين من منظمة " أيلول الأسود "، وكانت مطالب الفدائيين في هذه العملية الإفراج عن 200 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، وحاصرت الشرطة الألمانية المبنى ولكن الشرطة لم تفلح بتحرير الرهائن .
ويبدو أن التاريخ الفلسطيني الحديث ترتبط مآسيه بشكل ما بشهر سبتمبر ، فقد وقعت مذبحة صابرا وشاتيلا عام 1982 في هذا الشهر ببيروت والتي راح ضحيتها ما يزيد عن 4 ألاف فلسطيني ولبناني ، وفي السنوات الأخيرة وقعت أيضا مذبحة جباليا في هذا الشهر عام 2004 .
في عالم السياسة لا يمكن القول بالتفاؤل والتشاؤم ، فالأمور تكون محسوبة بطريقة أخرى ، لكن من يتأمل شهر سبتمبر وأحداثه المأساوية لا يملك إلا أن يصيح فيه : أيها الشهر .. ترفق .