الحياة تبدأ حيث تذهب الطائرات الورقية
حيث يضيء اللؤلؤ أسنان سارة
ويبتسم النرجس
في كم سعاد
وتسير مريم في المترو
تقطف الورد
وتخبئه من جني الحراسة
لم أعد أذكر متى بالضبط
رأيت نهرا ينبع في طريق القوافل
في النهار : يسقي الفقراء
و زوار الأضرحة
ويسرق منهم الجبن و اللانشون
في الليل :
ينصت لصراخ أحشائه
ودمعة تكومت كالجثة فوق البلاط
بعد زواج ملكة الجن من أمين الشرطة
لم أعد أذكر متى بالضبط
كنت أذهب إلى عملي
عوما
أتسلق الأشجار
وأهدي عصير الموز و الآيس كريم
للقرود
المراكب التي قابلتها
على ضفة النهر
كانت حبلى في شهرها الأخير
بحارتها موتى
يخفون المرايا عن وجوههم
حتى لا يصابوا بالصرع
لم أعد أذكر متى ..
كنت أصعد إلى الجرس
أصدم رأسي بين دفتيه
وصراخي يغرق المدرسة
حتى الذين هربوا عبر " القنال "
كانوا يدركون جيدا
أن مراكبهم مثقوبة
أن بوق السفينة البعيدة مازال يستغيث
بصراخ منزوع الدسم
أمي زرعت فوق قبري صبارة
قبل أن تموت
ثم حكت لي تسع حكايات للنوم
عن دراكولا الطيب
دراكولا الذي لا يستعمل معجون الأسنان
و يثير الشفقة
أكثر من طفل مصاب بالسكر
دراكولا الذي
قبض علي يدي في عنف وبكى
فيما تخترق صدره عصا الكمنجة
" إنت اللي هتغني يا منعم "
ابتسامات كثيرة على يسار فمي
أخبئها عن عيونكم
لكني في الخريف القادم
سأسقي الزهور على قبري
مياها غازية
سأعرفها على شهريار الهارب
من المجوس
في قصص زوجته الثرثارة
سأشتري طاقم أسنان جديد لسارة
و حقيبة كتف زرقاء لمريم
أما سعاد
فلا أعرف
أغسطس 2007
ـــــــــــــــــــــــــــ
الصورة : أحد أغلفة كتب كامل كيلاني