أكثر من 60 مسلسلا رمضانيا ، وعشرات البرامج ، أي أنك إذا قررت أنك ستقاطع النور وستظل مستيقظا طوال ال24 ساعة ، وأن توقف عن العمل والسير في الشوارع والصلاة ، وأن تتفرغ فقط المسلسلات ، فإنك لن تشاهد أكثر من 24 مسلسلا على اعتبار أن هناك مسلسلا يعرض كل ساعة ، أي أنك في النهاية لن تتابع حتى ربع ما يقدم على الفضائيات
تحول التليفزيون في رمضان إلى عذاب للصائمين الذين أصبحوا يفكرون في إنهاء أعمالهم مبكرا ، والهرولة للحاق بحلقة جديدة من مسلسل جديد ، وفي ظل شعر الحصري ، تمت محاصرة المواطن الغلبان ، ولم يستطع فكاكا ، وفي حين ترفع قناة شعار " ما فيش حاجة حصري " ترفع قناة أخري " لأ .. فيه حاجات كثير حصري " ، وكنت أنتظر أن ترد قناة ثالثة عليهما بأنه " علي النعمة ما فيه حاجة حصري " ولا عزاء للمواطن المحصور.
لا أعرف كيف تحول رمضان إلى شهر درامي ـ نسبة إلى المسلسلات الدرامية ـ لكني أذكر أنه في صباي ـ كنا ننتظر الإفطار لنسمع بوجي وطمطم ، ثم فيما بعد بكار ، ثم أحد برامج الوكالات الإعلانية على القناة الثانية مثل كلام صريح جدا الذي كانت تقدمه منى الحسيني ، وكانت أية جملة تقال تصبح إفيها على لسان الجميع ، أو برنامج بدون كلام ، الذي تحول إلى لعبة شعبية في أوقات الفراغ ، أو مسلسلات من نوعية قط وفار ، وناس وناس و انت عامل إيه ، ثم نذهب لصلاة التراويح لنعود لنشاهد فوازير شريهان أو نيللي أو حتى نادين التي غنت " شلبية جارتي عاملة ، جلابية بارتي كاملة ، الكل معزوم فيها من الأسد للنملة " وألف ليلة وليلة ، ويمكن لمن يسهر أن يشاهد مسلسل يحيي الفخراني من ليالي الحلمية إلى نصف ربيع الآخر ، أو يسرا في حياة الجوهري ، .. ثم ننام ، وفي السحور يمكنك أن تشاهد المسحراتي والمسلسل الديني " القضاء في الإسلام " .
لم يكن الامر يتجاوز هذا كثيرا ، لكن ذكرياتي عن الدراما في رمضان ـ والتي كان البعض ينظر إليها على اعتبار أنها موسم جيد لعرض المسلسلات والإعلانات والبرامج ، من الممكن أن تتحول إلى نكتة في ظل ما يحدث الآن ، والذي لا يمكن أن نصفه إلا بما وصف سيد أبو حفيظة به برنامجه " الكابوس ".
هذه الحرب ، حرب داحس و الغبراء ، لا ، بل أشد ، أقصد حرب المسلسلات ، أشهدكم ، وأعلن أمامكم ، ومنذ بداية الشهر الفضيل ، قرارانسحابي منها مهزوما مدحورا ،بكامل إرادتي ، فلا ناقة لي ،ولا جمل ، ولا مسلسل ، ولا برنامج ، و لا سيت كوم ، أفر بجسدي فرار السليم من الأجرب ، وأعلن أنني أترك كل هذا الهراء ورائي رحمة بما تبقى من عقلي .
تحول التليفزيون في رمضان إلى عذاب للصائمين الذين أصبحوا يفكرون في إنهاء أعمالهم مبكرا ، والهرولة للحاق بحلقة جديدة من مسلسل جديد ، وفي ظل شعر الحصري ، تمت محاصرة المواطن الغلبان ، ولم يستطع فكاكا ، وفي حين ترفع قناة شعار " ما فيش حاجة حصري " ترفع قناة أخري " لأ .. فيه حاجات كثير حصري " ، وكنت أنتظر أن ترد قناة ثالثة عليهما بأنه " علي النعمة ما فيه حاجة حصري " ولا عزاء للمواطن المحصور.
لا أعرف كيف تحول رمضان إلى شهر درامي ـ نسبة إلى المسلسلات الدرامية ـ لكني أذكر أنه في صباي ـ كنا ننتظر الإفطار لنسمع بوجي وطمطم ، ثم فيما بعد بكار ، ثم أحد برامج الوكالات الإعلانية على القناة الثانية مثل كلام صريح جدا الذي كانت تقدمه منى الحسيني ، وكانت أية جملة تقال تصبح إفيها على لسان الجميع ، أو برنامج بدون كلام ، الذي تحول إلى لعبة شعبية في أوقات الفراغ ، أو مسلسلات من نوعية قط وفار ، وناس وناس و انت عامل إيه ، ثم نذهب لصلاة التراويح لنعود لنشاهد فوازير شريهان أو نيللي أو حتى نادين التي غنت " شلبية جارتي عاملة ، جلابية بارتي كاملة ، الكل معزوم فيها من الأسد للنملة " وألف ليلة وليلة ، ويمكن لمن يسهر أن يشاهد مسلسل يحيي الفخراني من ليالي الحلمية إلى نصف ربيع الآخر ، أو يسرا في حياة الجوهري ، .. ثم ننام ، وفي السحور يمكنك أن تشاهد المسحراتي والمسلسل الديني " القضاء في الإسلام " .
لم يكن الامر يتجاوز هذا كثيرا ، لكن ذكرياتي عن الدراما في رمضان ـ والتي كان البعض ينظر إليها على اعتبار أنها موسم جيد لعرض المسلسلات والإعلانات والبرامج ، من الممكن أن تتحول إلى نكتة في ظل ما يحدث الآن ، والذي لا يمكن أن نصفه إلا بما وصف سيد أبو حفيظة به برنامجه " الكابوس ".
هذه الحرب ، حرب داحس و الغبراء ، لا ، بل أشد ، أقصد حرب المسلسلات ، أشهدكم ، وأعلن أمامكم ، ومنذ بداية الشهر الفضيل ، قرارانسحابي منها مهزوما مدحورا ،بكامل إرادتي ، فلا ناقة لي ،ولا جمل ، ولا مسلسل ، ولا برنامج ، و لا سيت كوم ، أفر بجسدي فرار السليم من الأجرب ، وأعلن أنني أترك كل هذا الهراء ورائي رحمة بما تبقى من عقلي .