يحمل التاريخ المصري الكثير من الشخصيات التي رحلت حاملة سر موتها معها ، وأسرارا أخرى مثل العسكري المصري سليمان خاطر والذي كان على الحدود المصرية الإسرائيلية ، وقام بفتح النار على عساكر إسرائيليين ، وتردد بعد ذلك أن هذا الجندي انتحر ، هناك أيضا العالم المصري الكبير الراحل جمال حمدان أحد أعلام الجغرافيا ، وصاحب الموسوعة الشهيرة " شخصية مصر " ، والذي أغلق عليه باب شقته في الفترة الأخيرة من حياته ، وقيل أن جهاز الموساد الإسرائيلي هو السبب الحقيقي وراء وفاته ، بينما أعلنت الأجهزة الرسمية الساعة الرابعة من بعد ظهر السبت في 17 إبريل 1993م، انتقل إلى جوار ربه، إثر فاجعة أودت بحياته نتيجة تسرب الغاز من أنبوب البوتاجاز في أثناء قيامه بإعداد كوب من الشاي لنفسه (!!!) ، ومن العلماء المصريين أيضا الذين أخذوا أسرار رحيلهم مع مقتلهم ، عالمة الذرة المصرية الدكتورة سميرة موسى والتي اتهم جهاز الموساد الإسرائيلي بقتلها أيضا وقد توفيت سمير في حادث سيارة غامض في الولايات المتحدة في (5 من أغسطس 1952م) وكان عمرها 35 عاما ، وهناك الدكتور يحيي المشد ، والدكتور مصطفى مشرفة المتوفى في 16 يناير عام 1950 بطريقة بدائية للغاية بالسم. كان د.مصطفى مشرفة هو أول مصري يشارك في أبحاث الفضاء بل والاهم من ذلك كان أحد تلاميذ العالم البرت اينشتاين وكان أحد أهم مساعديه في الوصول للنظرية النسبية و أطلق على د. مشرقة لقب «اينشتاين العرب» وباتت ظروف وفاة د. مشرفة المفاجئة غامضة للغاية وكانت كل الظروف المحيطة به تشير إلى انه مات مقتولا اما على يد مندوب عن الملك فاروق او على يد الصهيونية العالمية ولكل منهما سببه قد يكون للنظام الملكي المصري في ذلك الوقت دور في قتله خاصة اذا علمنا ان د.مشرفة قام بتشكيل جماعة تحت اسم «شباب مصر» كانت تضم عدداً كبيراً من المثقفين والعلماء والطلاب وكانت تهدف لإقصاء نظام فاروق الملكي واعلان مصر جمهورية عربية مستقلة، وذاع امر هذه الجماعة السرية ووصلت أخبارها الى القصر الملكي، مما يعطي للقصر مبرراً للتخلص من د.مصطفى ، ويبرز في الفترة الأخيرة رضا هلال مدير تحرير الأهرام الذي اختفى منذ عامين في ظروف غامضة دون أن يعرف أحد حقيقة اختفائه وأخذ أسرار رحيله معه .
وعلى الجانب المقابل للأسماء السالفة الذكر نجد بعض الأسماء اللامعة التي أقيلت من مناصبها أو دخلت السجن وترفض الحديث ، على غرار وزير المالية المصري الأسبق محيي الدين الغريب الذي دخل السجن في قضية فساد بل قال بالحرف الواحد في تصريحات صحافية له العام الماضي " هناك سر سأظل أحتفظ به مدى الحياة، لأنني أحب هذا الوطن، و إعلان الحقيقة له تبعات خطيرة ومن مصلحة مصر ومصلحة الوضع العام ألا يتم الحديث في هذه الموضوعات "، ورفض بعد خروجه منه بريئا أن يتحدث ، وهناك أيضا وزير الداخلية المصري الأسبق أحمد رشدي صاحب الشعبية الجارفة في الشارع ، والذي أقيل من منصبه عقب أحداث الأمن المركزي ونزول الجيش إلى الشارع عام 1984 ، ويرفض الحديث عن الأسباب وراء إقالته ، هناك أيضا وزير الدفاع المصري السابق المشير عبد الحليم أبو غزالة ، وهو أيضا صاحب شعبية جارفة رشحته لتولي منصب رئاسة الجمهورية في الانتخابات الرئاسية الأخيرة ، وهو أيضا يرفض الحديث عن أسباب استبعاده رغم شعبيته ، وممن يرفض الحديث أيضا رئيس الوزراء المصري الأسبق كمال الجنزوري والذي كان وما زال صاحب شعبية جارفة في الشارع .
يلاحظ من معظم الأسماء المذكورة أن الرقم الصعب في عالم الأسرار في النظام السياسي ، هؤلاء الذين يستبعدون أو يقتلون ، أو ينتحرون هم وزراء الدفاع أو الداخلية ، لكنهم في كافة الأحوال ، سواء ظلوا أحياء أو رحلوا يرفعون لافتة تحمل كلمتين : " سري للغاية ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصور للدكتور يحيي المشد ، دكتورة سميرة موسى ، دكتورجمال حمدان