تقريبا كل الكتاب الصحفيين ، والشعراء ، و الروائيين ، والنقاد ، والإعلاميين ، والفنانين ، والبقالين ، كلهم تنبئوا بالثورة ، بل أكاد أجزم بأن 85 مليون مصري تنبأ بالثورة في كلمة قالها ، أو حوار مع النفس أو تصريح أو مقال أو قصيدة أو رواية أو أغنية ـ بس الناس ما خدتش بالها ـ كلهم تنبئوا بالثورة إلا أنا الوحيد الذي كنت غافلا نائما متنيلا على عيني ، وأعتقد أيضا أن كل المصريين ـ حكومة ومعارضة عمالا وفلاحين ـ كانوا ضد النظام ، وقالوا للأعور إنت أعور في عينه ، وخرجوا في المظاهرات والاحتجاجات وطالبوا بإسقاط النظام طوال الثلاثين عاما الماضية ، إلا أنا ـ برضه ـ ، وما عرفش إيه الخيبة اللي الواحد فيها دي ، يعني مصر كلها تبقي عارفة إنه فيه ثورة هتقوم من قبلها ، وما حدش يقول لي ؟ .
طبعا ما يحدث هو نوع من أنواع المزايدة ، و محاولة ارتداء ملابس الآخرين ـ حتى لو كانت واسعة أو ضيقة ـ ليس مهما ، واللحاق بأي مكسب ، بأي فتفوتة من تورتة الثورة ، المهم أن يبدو الواحد ثوريا، بطلا ـ ولو من ورق ـ مع أنه ليس عيبا إن الواحد لم يتوقع بالثورة ، بل أكاد أجزم إن أحدا حتى مساء جمعة الغضب ( 28 يناير 2011) لم يكن يتوقع أن تصبح هذه ثورة ، تؤدي إلى خلع النظام الفاسد السابق ، وأحدا لم يتوقع ممن مشوا في مظاهرات 25 ، و26 ، و27 يناير أن تكون هذه الاحتجاجات التي رفعت شعار " تغيير حرية عدالة اجتماعية " أن يسقط النظام ، حتى الذين رفعوا شعار " الشعب يريد إسقاط النظام " ـ ومع فكرة الحلم الثوري الطاغي ـ لم يكونوا يتوقعوا أن يسقط النظام .
لذا فما يحدث الآن من أن تجد فنانا يقول لك أنا قلت من 50 سنة في حوار مع جريدة البعكوكة أن هناك ثورة ستقوم في مصر أو يقدم نفسه على اعتبار أنه كان ضحية أو مناضلا ـ بس انتم ما كنتوش واخدين بالكم ـ ليس إلا كلاما من قبيل التنكيت ، ولا يختلف شيئا عن كلام وفاء عامر التي قالت أنها ذهبت إلى ميدان التحرير إثناء الثورة بالنقاب ، وبسبب انتقادها الدائم لحكم الطاغية الفرد ، ومن يصدق مصطفى الفقي الذي كتب مقالا في المصري اليوم بعد إزاحته ـ و لله الحمد ـ من جامعة الدول العربية يقول فيه أنه يعلم أن كل شباب الثورة كانوا يدعمونه للوصل إلى المنصب ، مع أنني لم أجد شابا ولا كهلا يحبه ، المشكلة أن أمثال هؤلاء الأشخاص يبدوا أنهم يصدقون أنفسهم و يطالبوننا أن نصدقهم ، الكلام ليس عليه جمرك ولا يعاقب عليه القانون ، لذا من حق كل واحدا أن يتكئ ويقول ما يريد ، لكن نرجو ألا يتكئ علينا .
مشكلة المتنطعين والمزايدين والراكبين ـ الموجة ـ أنهم حتى يثبتوا أنهم كانوا ثورار وقارئي فنجان ومتنبئين ـ فلا بد من ضحايا ، وهناك ضحايا سههلة وهي أذناب النظام السابق الموجودين في السجن ـ وهناك ضحايا آخرين لا يعرفهم أحد ، تجد نفسك قاعدا في بيتك ـ لا بيك ولا عليك ـ فتجيلك طوبة في راسك ـ إيه اللي حصل يا جماعة ـ يقول لك ده فلان الفلاني بيقول تصريح إنه كان ثوري مع أنه كان نائما في أحضان الحزب المحلول
بالأمس كتب أحد ثوار يناير على حسابه في تويتر " بعض المناضلين إذا جلس مع جيفارا لخرج جيفارا من الجلسة وهو يشعر أنه خائن وعميل وجبان " ، هذا حقيقي ، فالمزايدة على كل أحد ، وعلى كل شيء ، ليست هي الحل لنجاح الثورة ، وركوب الموجة التي تجري ورا الموجة ، ورا الموجة ـ للأسف ـ مش هيخليها تطولها ، فحنانيكم بأنفسكم .
أحيانا تكون أفضل خدمة يقدمها بعض المتنطعين والمدعين وراكبي الموجة والمزيداين ، أقول أفضل خدمة يقدمونها للثورة هي أن يظلوا صامتين .
طبعا ما يحدث هو نوع من أنواع المزايدة ، و محاولة ارتداء ملابس الآخرين ـ حتى لو كانت واسعة أو ضيقة ـ ليس مهما ، واللحاق بأي مكسب ، بأي فتفوتة من تورتة الثورة ، المهم أن يبدو الواحد ثوريا، بطلا ـ ولو من ورق ـ مع أنه ليس عيبا إن الواحد لم يتوقع بالثورة ، بل أكاد أجزم إن أحدا حتى مساء جمعة الغضب ( 28 يناير 2011) لم يكن يتوقع أن تصبح هذه ثورة ، تؤدي إلى خلع النظام الفاسد السابق ، وأحدا لم يتوقع ممن مشوا في مظاهرات 25 ، و26 ، و27 يناير أن تكون هذه الاحتجاجات التي رفعت شعار " تغيير حرية عدالة اجتماعية " أن يسقط النظام ، حتى الذين رفعوا شعار " الشعب يريد إسقاط النظام " ـ ومع فكرة الحلم الثوري الطاغي ـ لم يكونوا يتوقعوا أن يسقط النظام .
لذا فما يحدث الآن من أن تجد فنانا يقول لك أنا قلت من 50 سنة في حوار مع جريدة البعكوكة أن هناك ثورة ستقوم في مصر أو يقدم نفسه على اعتبار أنه كان ضحية أو مناضلا ـ بس انتم ما كنتوش واخدين بالكم ـ ليس إلا كلاما من قبيل التنكيت ، ولا يختلف شيئا عن كلام وفاء عامر التي قالت أنها ذهبت إلى ميدان التحرير إثناء الثورة بالنقاب ، وبسبب انتقادها الدائم لحكم الطاغية الفرد ، ومن يصدق مصطفى الفقي الذي كتب مقالا في المصري اليوم بعد إزاحته ـ و لله الحمد ـ من جامعة الدول العربية يقول فيه أنه يعلم أن كل شباب الثورة كانوا يدعمونه للوصل إلى المنصب ، مع أنني لم أجد شابا ولا كهلا يحبه ، المشكلة أن أمثال هؤلاء الأشخاص يبدوا أنهم يصدقون أنفسهم و يطالبوننا أن نصدقهم ، الكلام ليس عليه جمرك ولا يعاقب عليه القانون ، لذا من حق كل واحدا أن يتكئ ويقول ما يريد ، لكن نرجو ألا يتكئ علينا .
مشكلة المتنطعين والمزايدين والراكبين ـ الموجة ـ أنهم حتى يثبتوا أنهم كانوا ثورار وقارئي فنجان ومتنبئين ـ فلا بد من ضحايا ، وهناك ضحايا سههلة وهي أذناب النظام السابق الموجودين في السجن ـ وهناك ضحايا آخرين لا يعرفهم أحد ، تجد نفسك قاعدا في بيتك ـ لا بيك ولا عليك ـ فتجيلك طوبة في راسك ـ إيه اللي حصل يا جماعة ـ يقول لك ده فلان الفلاني بيقول تصريح إنه كان ثوري مع أنه كان نائما في أحضان الحزب المحلول
بالأمس كتب أحد ثوار يناير على حسابه في تويتر " بعض المناضلين إذا جلس مع جيفارا لخرج جيفارا من الجلسة وهو يشعر أنه خائن وعميل وجبان " ، هذا حقيقي ، فالمزايدة على كل أحد ، وعلى كل شيء ، ليست هي الحل لنجاح الثورة ، وركوب الموجة التي تجري ورا الموجة ، ورا الموجة ـ للأسف ـ مش هيخليها تطولها ، فحنانيكم بأنفسكم .
أحيانا تكون أفضل خدمة يقدمها بعض المتنطعين والمدعين وراكبي الموجة والمزيداين ، أقول أفضل خدمة يقدمونها للثورة هي أن يظلوا صامتين .
هناك تعليق واحد:
بعد الثوره لابد من العمل
موفقين
إرسال تعليق