20‏/12‏/2019

محمد أبو زيد: نعيش أزمة قراء


حاوره: السيد حسين
أكد الشاعر والروائى محمد أبو زيد، أن  قصيدة النثر أصبحت جزءا فى  تاريخ الشعر في العالم، والعالم كله تجاوز مشكلة قصيدة النثر والموزونة ما عدا نحن.
 ويعد أبو زيد أحد أهم الأصوات الشعرية المتفردة، حيث صدرت له سبعة دواوين أبرزها:«ثقب فى الهواء بطول قامتي»، و«مديح الغابة»، و«قوم جلوس حولهم ماء»، و«طاعون ا يضع ساقاً فوق الأخرى وينظر للسماء» و«مدهامتان»، و«مقدمة فى الغياب» كما صدر له ديوان للأطفال بعنوان «نعناعة مريم»، وكتاب نقدى بعنوان «الأرنب خارج القبعة». وفى السرد رواية «أثر النبي»، وسبقتها رواية «ممر طويل يصلح لثلاث جنازات متجاورة» التى حاز عنها جائزة «يحيى حقي» بالمجلس الأعلى للثقافة في مصرفى العام 2003 وحصل أبو زيد على جائزة سعاد الصباح فى الشعر عن ديوانه «أمطار مرت من هنا» في العام 2005..
وكان ل هذا الحوار للأهرام العربي حول ديوانه الأخير «جحيم» وروايته الثالثة «عنكبوت فى القلب» التى وصلت إلى القائمة الطويلة فى جائزة الشيخ زايد الإماراتية، فإلى نص الحوار
-جاء ديوانك الأخير "جحيم" بعد توقف عن نشر الشعر على غير عادتك لماذا؟
ـ ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي أتوقف فيها عن نشر الشعر لمدة أربع سنوات، فآخر ديوان لي هو "سوداء وجميلة" صدر عام 2015، وربما لو راجعت ما نشرت ستجد ديواناً لي كل عامين على الأكثر، لكن أعتقد أنني بعد الديوان الأخير كنت  في حاجة للتوقف قبل الخطوة القادمة، وفي ظني أن هذه الوقفة مطلوبة من كل كاتب بعد كل عمل له، ورغم أن هذه وقفة متكررة بعد كل كتاب لمحاولة تجاوز التجربة السابقة والدخول في تجربة جديدة، إلا أن الأمر طال هذه المرة، ليس لأن الأمر متعلقاً بما أكتب فقط، بل لأن المشهد الشعري بالكامل يتغير، وأظن أن الحراك في المشهد الشعري الآن أصبح مختلفاً لا سيما بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي واستفادته منها؟

ـ ما التجربة الإبداعية التي يطرحها الديوان؟
كان ديوانيّ الأخيرين "مقدمة في الغياب" و"سوداء وجميلة"، نتاج تجربة السفر للعمل في الخارج، ومن الممكن أن تلمح فيهما ذلك بوضوح، وبرغم أن الديوان الجديد "جحيم"، مكتوب بالكامل أيضاً خارج مصر، إلا أن التعامل مع الغربة فيه اتخذت شكلاً مختلفاً، بل يمكن أن تقول إنها اختفت، ما عدا ظلال بسيطة وبعض القصائد في النهاية، ربما يمكن للنقاد أن يقولوا ما الذي تطور في هذا الديوان، لكن أعتقد أن القصائد صارت أكثر تكثيفاً وبساطة، وربما هذا هو درس الشعر الذي نتعلمه مع الوقت، أنك تكتشف أن البساطة هي سر الشعر، وأن التعقيد والانغلاق عدوه الأبدي؟

ـ "جحيم".. لماذا هذا العنوان، ماذا تقصد به؟
ـ يمكنك أن تقول إن هذا العنوان هو إغلاق لقوس فتحته قبل تسع سنوات مع عنوان ديوان "مدهامتان"، والذي هو وصف للجنة كما ورد في القرآن الكريم، ما بين "الجنة" و"الجحيم"، تغيرت رؤيتي لما أكتب، ولمحيطي ولجدوى الكتابة ذاتها، الجحيم ليس بالضررة أن يحمل معنى دينياً أو ذاتياً، يمكن أن يكون إنسانياً مع التغيرات التي حدثت للفرد الذي دهسته ماكينة العالم العملاقة.

-بعد ثمانية دواوين شعرية صدرت لك ما بين عامى 2003 و2015، إضافة لعمل شعري للأطفال بعنوان "نعناعة مريم"، هل يقلقك تراجع الشعر عن حضوره في المشهد؟
ـ لا أعتقد أن الشعر تراجع، بل يمكنني القول إن هناك ثورة شعرية تبدو في الأفق مع عشرات الأصوات الشعرية التي نراها يومياً، واستفادتها من وسائل النشر المختلفة التي أصبحت متاحة الآن، بل إن الشعر ـ على سبيل المثال ـ هو الأكثر استفادة من الفنون الأخرى من النشر عبر فيس بوك وتويتر، ففي حين يصعب نشر قصة ويستحيل نشر رواية أو مسرحية كاملة، وجد الشعر ضالته في الانتشار والوصول إلى قارئه بعد أن عانى كثيراً.

 -أنت من كتاب قصيد النثر فما رأيك بها؟ وهناك من يعتبرها مجرد خواطر شخصية ولا ترتقي لمستوي القصيدة العمودية؟
ـ لن يتقدم النقد العربي، والكتابة العربية خطوة للأمام، ما لم نتجاوز هذه المقولات. قصيدة النثر أصبحت جزءاً من تاريخ الشعر في العالم، والعالم كله تجاوز مشكلة قصيدة النثر والموزونة ما عدا نحن. ربما يكون هذا عائداً لرفضنا أي جديد. وعائد أيضاً لأننا نريد أن نعيش في الماضي ونكرر ما كتب، والدليل على هذا هو أن معظم القصائد العمودية التي تكتب الآن هي إعادة كتابة لقصائد قديمة. ليست لدي مشكلة مع القصيدة العمودية، ولا قصيدة التفعيلة. مشكلتي فقط في أننا نقف في حين يتقدم الآخرون، أننا نتعلق بالشكل ونتغاضى عن المضمون، الشعر كائن حي، لا بد أن يتطور.ونثرية القصيدة جزء من هذا التطور، تماماً كما تطور الإنسان وتطورت أفكاره منذ كان رجل الكهف إلى رجل العصور الوسطى وحتى الآن، وهناك تطور قادم سواء في الإنسان أو في القصيدة  فكلاهما انعكاس للآخر.


- هل نعيش أزمة شعر أم أزمة شعراء؟ وفي رأيك لماذا الشعر يفتقد القراء؟
ـ نعيش أزمة قراء. هناك شعر وهناك شعراء، لكن لا يوجد قراء. وأنا هنا أعلق الجرس في رقبة الجميع، بداية من المجتمع الذي لم يعد يهتم بتعليم اللغة العربية من الأصل، مروراً بالمناهج التي تًحقّر من أي نوع شعري بخلاف القصيدة العمودية، إلى الناشرين الذين يبحثون عن المكسب السريع بنشر كتب رديئة وليس انتهاء بالمؤسسة الثقافية بكل آلياتها، من الشعراء إلى الهيئات الحكومية، إلى قصور الثقافة إلى المكتبات الغائبة. الأزمة ليست في غياب الشعر فقط، الأزمة في غياب كل ذي قيمة لصالح تلميع الخواء والفجاجة.

-هل يختفي ألق الشعر أمام ألق الرواية؟ وهل يمكن أن نقول إن الزمن زمن رواية بامتياز، وإن الأجناس الأدبية الأخرى آن لها أن تتنحى؟
ـ لا أعتقد أن هناك حرباً حرباً بين الشعر والرواية، أو مباراة سيكسبها أحدهما في النهاية، هما نوعان من الفن قد يلتقيان أحياناً في نص مشترك وقد يفترقان، ولكل نوع قراؤه ومحبوه، وهناك مستفيدون من مقولة "زمن الرواية" سعوا للترويج لها، بداية من الناشرين إلى المؤسسات المانحة للجوائز، في حين يغيب الشعر عن كل هذا. عموماً الشعر في غنى عن كل هذا، الشعر فخور بكونه غريباً، فقد ولد غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للشعراء والغرباء.

*الشاعر الفرنسي دوني روش، قال مرة بأن الشعر عاجز عن إحداث أي تغيير في الإنسان والعالم واعتزل الشعر، كيف تقرأ قوله هذا، ولماذا يكتب الشعراء إذن إذا كان ما يذهب له صحيح؟
ـ لم يعد الأدب قادراً على تغيير شيء في المجتمع، لم نعد في الزمن الذي يكتب فيه شخص رواية فيتغير قانون أو تقوم ثورة. مهمة الشعر أو الفن هي تغيير الفرد، بداية من كاتبه، وهذا تغيير على المدى الطويل، فإذا كنت قادراً على نشر الشعر، فأنت قادر على نشر الجمال، فأنت على المدى الطويل قادر على خلق الجمال في مجتمع بالكامل. لكن ما أقوله دائماً، أنني في البداية كنت أكتب الشعر ظاناً أني أستطيع به تغيير العالم، لكن ما أطمح إليه الآن أن يساعدني الشعر على تغيير نفسي.

-صدر لك روايتك "في روايتك "عنكبوت في القلب"، اشتغلت على تيمات مختلفة، جعلتنا أمام عوالم يتداخل فيها الواقعي بالسحري والخرافي والأسطوري.. فكيف تقدم للقراء هذا النص؟ وكيف ولدت فكرة العمل لديك؟ وفي أي أجواء كتبته؟
ـ أعتقد أن الكتابة الجديدة تطورت لدرجة أنه لا يمكن الفصل فيها بين الفنون المختلفة، وهذا ما سعت الرواية إلى تحقيقه، وأتمنى أن تكون نجحت فيه، فكما حاولت في النص أن أستفيد من الثيمات الحديثة في الكتابة، حاولت أيضاً أن أستفيد من التراثي الكتابي، سواء العربي أو الأجنبي. وفكرة الرواية شديدة البساطة وهي قصة حب بين شاب وفتاة،  لكنها تطرح عشرات الأسئلة حول حقيقتها وحول استمرارها، وحول وجودها من الأساس، وقد استمعت إلى قراءات كثيرة للرواية، وكل قراءة ترى النص من زاوية مختلفة. لا أعني بهذا أن النص مغلق أو أكثر تطوراً، لكن أعني أن النص سعى بالفعل إلى هذا لحظة كتابته.

-برأيك ما الحد الفاصل ما بين الواقع والمتخيل في "عنكبوت في القلب" شخوصاً وأحداثاً؟ ومن ثم إلى أي مدى يستطيع الكاتب أن يكون حيادياً في تسيير شخصيات روايته؟
ـ الفن ينبع بالأساس من المتخيل، لأن الخيال يعلو الواقع بدرجات، وأعتقد أن هذه هي الإشكالية التي تطرحها الرواية أو تناقشها، وهي كيف نجعل واقعنا أفضل بالمتخيل، تماماً كما تمنحنا أحلامنا وطموحاتنا طاقة لإكمال حياتنا بمبررات أقوى. الخيال يفعل هذا. والرواية لم تمزج الواقع بالمتخيل، بل حولت الواقع إلى خيال لتجعله أكثر احتمالاً وأكثر جمالاً، وهذا ما كانت تفعله بطلة الرواية "ميرفت عبد العزيز"، التي تعاني من رتابة حياتها، وكانت تبحث عن معجزة صغيرة تعطي طعماً لأيامها العادية، حولت حياتها إلى خيال، وهو ما تحقق في النهاية. حتى ظهور المؤلف في الرواية، لم يكن تماساً مع الواقع، فبداية لم أذكر أنني المؤلف، حتى لو كان يحمل اسمي، فالفصل الذي أتحدث فيه عن الكاتب اسمه "مؤلف" أي من الممكن أن يكون أي مؤلف آخر غيري، كما أن المؤلف حياته غير تقليدية، فهو يقابل الكائنات الفضائية على الطريق الدائري، وعامل السوبر ماركت يصعد إليه طيراناً. هذه الرواية إذن بعيدة عن الواقع بشكل الطبيعي، لكن قدمت ما يمكن أن نسميه تخييل الواقع، أو خلق واقع مناسب لشخوص الرواية.

- تقول "أعتبر هذه الرواية تكملة لمشروعي الشعري"، كيف ذلك؟
ـ لم أكتب الرواية بصفتي روائياً، لكن بصفتي شاعراً، يمكنك أن تقول إنني فردت بعض خيوط القصيدة لديّ على امتدادها فجاءت الرواية، بمعنى أن بعض شخصياتي الشعرية، التي ظهرت في العديد من دواويني، منحتها حياة إضافية، وسردت الكثير من تفاصيلها، أن بعض الصور الشعرية التي قد تقرأها في سطر في قصيدة، تعاملت معها باعتبارها واقعاً وأكملت بقية الحكاية. أعتقد أن من قرأ دواويني السابقة سيفهم الرواية بشكل مختلف عمن سيقرأها بشكل منعزل، وأعتقد أيضاً أن المهتم بعوالم السينما ستصله إشارات مختلفة تماماً عن المهتم بالتراث العربي القديم والحكائي بشكل عام. كان طموحي أن أستفيد من منابع الثقافة المختلفة، لاسيما العصرية من عوالم السوشيال ميديا إلى الفيديو جيمز، وأعتقد أن الرواية بها طبقات من الكتابة المختلفة، لأنها حاولت أن تستفيد من كل ذلك ومن مجالات الفن المختلفة من الشعر إلى السينما إلى المسرح، وأتمنى أن تكون وفقت في هذا.

-شخصيات الرواية ميرفت عبدالعزيز، بيبو، سامى، وأنت محمد أبوزيد وغيرها كم اقتربت من الواقع؟ وهل تسرب جزءاً من سيرتك الذاتية إلى الرواية؟
ـ لا شيء من سيرتي الذاتية في الرواية، كما يمكن أن يكون "محمد أبو زيد"، بطل الرواية شخصاً آخر غيري، لكن صادف أنه يحمل اسمي، ومع ذلك يمكنني أن أعترف لك أنه لا يوجد مشهد في الرواية لم أره أو أصادفه أو أمر به أو أحلم به، كتبت الرواية في سبع سنوات حدث الكثير خلالها في حياتي وفي العالم اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، يمكن أن ترى ذلك في الرواية، ويمكن ألا تراه، وأعتقد أن هذه هي خدعة الفن التي نحبها.

- كل عمل أدبي لا يخلو من هدف، إلى ماذا كنت تهدف؟ وهل يمكن النظر إلى الرواية بصفتها تحمل إسقاطاً على الحاضر؟
ـ لا أحبذ فكرة الإسقاط، ربما كان هذا يصلح لزمن آخر، لكن أعتقد أن الكتابة الحديثة تجاوزت هذا من زمن، كما لا أحبذ أن يتحدث الكاتب عن الهدف من وراء كتابته، لكن أقول إن الهدف الأول والأخير بالنسبة لي وللقارئ، هو المتعة وحدها، وإذا صادف القارئ هدفاً آخر فهذا شيء جيد.

-ما هي أهم المحاور التي تحب الخوض في غمارها أثناء كتابتك؟ من ثم وأنت تكتب هل تفكر في القارئ؟
ـ لا أفكر في القارئ بالطبع، وإن كنت أسعد بالطبع إن أعجب ما أكتب قارئاً. والحقيقة أن فكرة التعويل على القارئ في عالمنا العربي شديدة البؤس، فلا قارئاً في الأفق ولا يحزنون، جميعنا يعلم أن الأدب ـ سواء كان شعراً أم رواية ـ لا يطبع ولا يُقرأ ولا يوزع، وأقصى طموحنا أن تنتهي الطبعة التي لا تتجاوز في أفضل الحالات 3 آلاف نسخة، وبعض دور النشر الخاصة تطبع 200 نسخة، ومعظمنا يعرف قراءه بالاسم، فأي قارئ تتحدث عنه. الحقيقة هي أننا نكتب لأنفسنا أو دائرتنا الضيقة المحدودة، هذه الدائرة أحياناً تدفع البعض لتكرار ما يكتبه هو أو يكتبه من حوله حتى يحوذ على الاستحسان المحدود، لذا فالأفضل بالنسبة لي أن أكتب لنفسي، أنا قارئي الأول والأخير، وفي كثير من النصوص أكون قارئي الوحيد.

-ما الذي ينقص الرواية العربية لتصبح منافسًا عالميًا؟
ـ الترجمة، وأقصد بها هنا شيئين، الأول أن نقرأ روايات مجايلينا أو من سبقونا من الدول الأخرى بشتى اللغات، وأعتقد أن هذا سيسهم في تطوير الرواية العربية بشكل كبير، والشيء الآخر هو أن تترجم الأعمال العربية. لم يكن نجيب محفوظ سيحصل على جائزة نوبل لو لم تترجم رواياته منذ فترة طويلة وتُقرأ عالمياً، كيف سيعرف العالم أن هناك كاتباً يكتب بالعربية بشكل جيد، الإشكالية الحقيقية هنا هي أن معظم الأعمال العربية المترجمة إلى اللغات الأجنبية رديئة، لأنها تعتمد على العلاقات العامة، وعلى مدى علاقتك بالمترجم أو دار النشر، على كونك تعيش في الخارج ولديك علاقات، أو تعرفت بالصدفة على مترجم يزور بلدك العربي واتفقت معه على ترجمة روايتك، ومعظم هذه الترجمات بسيطة ومحدودة ولا تصل إلى القارئ الأجنبي، ولن تؤدي إلى شيء في النهاية ولن تفيد الأدب العربي في شيء، وسيظل الأدب العربي بعيداً عن العالمية ما دامت العلاقات العامة هي التي تحرك الترجمة.

-بالنظر إلى تجربتك في تأسيس ورئاسة تحرير موقع الكتروني "موقع الكتابة الثقافي". أسألك هل انخرط الروائيون والكتاب العرب في المد الرقمي كما ينبغي؟ وهل يمكن لهذا أن يؤسس برأيك لتراكم إبداعي عربي في مجال الأدب الرقمي؟
ـ أكمل موقع الكتابة الثقافي ثلاثة عشر عاماً، وأظن أنه خلال هذه السنوات استطاع أن يكون أرشيفاً لجيل كامل من الكتاب المصريين، لكن سؤالك يفتح جرحاً، وهو مدى علاقتنا نحن العرب بالمد الرقمي، يمكن القول إن الأجيال الجديدة من الكتاب تهتم بهذا، لكن الأجيال السابقة لا زالت ترى النشر الورقي هو الأهم، لذا فهناك غياب كبير للأجيال القديمة عن النشر الرقمي، لكن ليست هذه هي الإشكالية الوحيدة، إذ أن المشكلة الكبرى هي غياب الدعم عن معظم المواقع الإلكترونية الثقافية فمعظمها يعتمد على التمويل الذاتي، ولهذا فمعظم هذه المواقع يغلق أبوابه في النهاية، وهو ما حدث مع موقع مهم مثل "جهة الشعر" الذي بذل فيه الشاعر الكبير قاسم حداد جهداً كبيراً على مدار سنوات، والبعض يغلق المواقع لإنه مل أو تعب أو وجد أنه لا توجد فائدة ترجى من وراء هذا الجهد أو لم يجد التقدير الكافي. ومع إغلاق هذه المواقع تغلق نوافذ لحفظ الإبداع العربي رقمياً، وتضيع آلاف المواد المؤرشفة رقمياً، لدرجة أن بعض الأسماء من الممكن ألا تجد لها وجوداً على الإنترنت، ولو مددنا الخيط على استقامته سنجد أنه مع إغلاق صحف عربية مهمة مثل الحياة والسفير والمستقبل ضاع تراث ثقافي مهم أيضاً كان محفوظاً إلكترونياً. وأنا هنا لا ألوم المثقفين الذين تبرعوا وأطلقوا هذه المنصات الثقافية، فقد تبرعوا بهذا، بل أعيب على المؤسسات الثقافية التي لا تسعى لأرشفة الأدب العربي إلكترونيا بما يساعد القارئ والكاتب والباحث. لذا لا أظن أن المواقع الثقافية العربية الموجودة حالياً ستؤسس لأي تراكم أدبي عربي، لأنها معرضة طوال الوقت للإغلاق أو الإفلاس.

- كيف تقرأ المشهد الإبداعي والثقافي في مصر اليوم؟
ـ أعتقد أن هناك حالة حراك ثقافي كبيرة تحدث الآن، هناك نصوص كثيرة تكتب، تجاوز الكثير من الكتاب أزمة النشر الورقي وأصبحوا ينشرون إلكترونياً أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي سهلت التواصل مع نظرائهم في الدول العربية، فساهم هذا في الاطلاع على تجارب عربية أخرى. وأعتقد أن الانفتاح الرقمي سيلغي فكرة التجييل التي تعودنا عليها، لأن الكتابة ستصبح جزءاً من حركة آلة العولمة وهذا له فوائده وأضراره الجمة لكن ليس هذا هو حديثنا، طبعاً هناك مشكلات كثيرة مثل أن من يريد أن ينشر أي شيء سينشره، وسيجد من سيصفق له، لكني أؤمن بأن الزمن مصفاة، كما أن أزمة غياب النقد لا زالت مستمرة، فضلاً عن غياب المؤسسة الثقافية الرسمية، لكني مع ذلك أظن أن المشهد الثقافي سيخلق آلياته البديلة في النهاية بما يتيح له الاستمرار والتطور، وهو ما يوجب الإشارة إلى ضرورة عدم الحكم على المشهد الثقافي اليومي بآليات المشهد في العقود السابقة.


-كيف تنظر إلى الجوائز الأدبية العربية، وهل يمكن اعتبارها معياراً حقيقياً وصادقاً يؤشر للأعمال الجيدة؟
ـ أول ملحوظة على الجوائز هي غياب جوائز الشعر، وإن وجدت فهي للقصيدة العمودية أو التفعيلية، وهذا يشرح لك إلى أي مدى تتجاهل المؤسسات الثقافية العربية قصيدة النثر، الملحوظة الثانية هي أن الجوائز العربية تخضع في النهاية لذوق اللجنة، ولسياساتها، فليست بالضرورة النصوص الفائزة هي الأفضل بقدر ما هي تعبر عن اللجنة وذوقها وتربيطاتها وحساباتها أحياناً، لكن في النهاية فوجود الجوائز هو أمر جيد ودافع للكثيرين للكتابة، وهو ما نحتاجه، بغض النظر عن اسم الفائز.

- كيف حال النقد معك؟ هل أنت مرتاح من جهة النقاد؟ وهل نالت أعمالك نصيباً من اهتمامهم؟
ـ أي كاتب يسعد بتناول النقاد أعماله، وسعدت بتناول نقاد كبار أعمالي بالنقد، لكن هناك مشكلة في غياب النقد من الأساس. عدد النقاد الأكاديميين يمكن عدهم على أصابع اليدين، ولكل واحد منهم اهتماماته وصداقاته وعداواته وشلته، ومعظم من يكتب النقد هم شعراء أو روائيون يكتبون لمؤازرة زملائهم لأنهم يعانون مثلهم. للأسف فالمشهد النقدي الراهن لا يعبر بأي  حال من الأحوال عن المشهد الإبداعي الثري.  

-ماذا تكتب الآن؟
ـ أعمل على كتاب أدبي، ليس شعراً ولا رواية، هو نص مفتوح عن مدينة القاهرة، أعمل عليه منذ سنوات طويلة وأتمنى أن ينتهي قريباً.
...........
*نشر في مجلة الأهرام العربي


هناك تعليق واحد:

شركة عزل وتنظيف بالرياض Q559099219 يقول...

شركة كفاح الفرسان الصيانة والتنظيف ونقل الاثاث ورش المبيدات
شركة تنظيف فلل وشقق سيراميك شرق الرياض ، شركة تنظيف كنب شرق الرياض ، شركة تنظيف موكيت شرق الرياض ، شركة تنظيف خزانات شرق الرياض ، كافة أعمال النظافة العامة للفلل شرق الرياض – نظافه عامة للقصور -نظافة عامة للاستراحات شرق الرياض

٠٥٥٩٠٩٩٢١٩

-نظافه عامة لبيوت الشعر بشرق الرياض – نظافه عامة للمعارض بشرق الرياض -نظافه عامة للمكاتب الإدارية شرق الرياض شركة تنظيف بيوت شرق الرياض – شركة تنظيف بيوت بشرق الرياض – شركة تنظيف بيوت شرق الرياض رخيصة – شركة تنظيف– شركات التنظيف بيوت شرق الرياض

– احسن شركة تنظيف بيوت شرق الرياض – – عايز شركة تنظيف بيوت شرق الرياض – شركة التنظيف بيوت شرق الرياض – – شركة تنظيف بيوت شرق الرياض

– شركات التنظيف بيوت شرق الرياض رخيصة – شركة تنظيف بيوت في شرق الرياض احياء شرق الرياض ـ شركة تنظيف بحى السلام ، شركة تنظيف بالنسيم ، شركة تنظيف بالنظيم ، شركة تنظيف بالسلى ، شركة تنظيف بيوت بحى اشبلية ، شركة تنظيف بحى اليرموك

، شركة تنظيف ببيوت بحى غرناطة ، شركة تنظيف بالمونسية ، شركة تنظيف بيوت بحى المونسية ، شركة تنظيف بحى الحمراء ، شركة تنظيف بالندوة ، شركة تنظيف بحى الرمال ، شركة تنظيف بحى السعادة ، شركة تنظيف بحى القدس ،

شركة تنظيف بحى الشهداء ، شركة تنظيف بيوت بحى النهضة ، شركة تنظيف بحى الجزيرة ، شركة تنظيف بحى الاندلس ، شركة تنظيف بحى الموناسية ، شركة تنظيف بحى الروابى ، شركة تنظيف بيوت بحى الخليج ، شركة تنظيف بالدائرى الشرقى ، شركة تنظيف مخرج 16 ،

شركة تنظيف مخرج 8 ، شركة تنظيف مخرج 9 ، شركة تنظيف مخرج 10 ، شركة تنظيف مخرج 12 ، رقم شركة تنظيف شرق الرياض

بحيث تشمل أعمال النظافة ما يلي : زجاجية نظافه واجهات,شرق الرياض شركة تنظيف شرق الرياض , شركة تنظيف ,بشرق الرياض شركات نظافة شرق الرياض , تنظيف خزانات شرق الرياض , غسيل خزانات شرق الرياض , تنظيف شقق بشرق الرياض ,

تنظيف فلل شرق الرياض , تنظيف منازل شرق الرياض , تنظيف بيوت شرق الرياض , نظافة عامةبشرق الرياض نظافة واجهات حجر شرق الرياض – مع الرش ٠٥٥٩٠٩٩٢١٩ تلميع أرضيات السيراميك شرق الرياض جلي رخام , خدمات النظافة شرق الرياض

– نظافة عامة بشرق الرياض – تنظيف منازل شرق الرياض – تنظيف خزانات بشرق الرياض – تنظيف فلل بشرق الرياض – تنظيف بيوت

– شركة تنظيف جلي بلاط , نظافة فلل شرق الرياض – شركة تنظيف شرق الرياض – غسيل خزانات بشرق الرياض نظافة مطابخ بشرق الرياض وغسيل كنب ومجالس أرضية شرق الرياض – بخار وعادي وثرايات غسيل خزانات شرق الرياض غسيل مسابح

مع التعقيم شرق الرياض ٠٥٥٩٠٩٩٢١٩ وتلميع البلاط شرق الرياض تلميع الرخام شركة تنظيف موكيت بشرق الرياض – غسيل مجالس بشرق الرياض – شركة تنظيف اثاث شرق الرياض – شركات غسيل الموكيت بشرق الرياض – تنظيف الموكيت

– غسيل المجالس شرق الرياض نظافة وتجفيف فوري ( سجاد موكيت وكنب وستائر, ) شرق الرياض نظافة شقق وفلل وقصور ومساجد بشرق الرياض جلي وتلميع رخام وأرضيات سيراميك شرق الرياض تنظيف وغسيل وعزل وأصلاح خزانات شرق الرياض ٠٥٥٩٠٩٩٢١٩ تلميع واجهات زجاجية بشرق الرياض تنظيف فلل بالرياض – تنظيف شقق شرق الرياض

٠٥٥٩٠٩٩٢١٩

– تنظيف منازل شرق الرياض – تنظيف بيوت شرق الرياض تنظيف خزانات شرق الرياض – تنظيف – موكيت شرق الرياض – تنظيف مجالس شرق الريا ض– غسيل موكيت – شركات تنظيف شرق الرياض – شركات نظافة بشرق الرياض – شركات غسيل مجالس شرق الرياض شركة تنظيف بالرياض – شركة تنظيف منازل شرق الرياض – شركة نظافة فلل-

شرق الرياض شركة غسيل موكيت شرق الرياض – شركة غسيل مجالس شرق الرياض – شركة تنظيف موكيت – شركة تنظيف اثاث – نظافة فلل- نظافة منازل – نظافة موظيت – نظافة مجالس- نظافة شقق- نظافة بيوت – نظافة منازل نظافةعامة

– تنظيف وجهات زجاج – تنظيف مكاتب – تنظيف شركات – نظافة عامة للمكاتب- شركة تنظيف خزانات – تعقيم خزانات – تنظيف قصور – شركات التنظيف بالرياض – شركات النظافة بالرياض زورو موقعنا ٠٥٥٩٠٩٩٢١٩