لو كنت مكان المخرج جيمس كاميرون، لسارعت إلى ترك ما في يدي، وتابعت كل
ما يبث حول فيلم الخيال العلمي الحقيقي الذي يعرض على الهواء مباشرة، وأول برامج الواقع
الغرائبية، عن اختفاء الطائرة الماليزية.
يدرك كاميرون، أن الأمر يبدو مريباً أكثر من كونه غريباً، ويدرك أن وحدات
خاصة في السي آي إيه، والكي جي بي، والموساد، وفصائل من مختلف أجهزة المخابرات العالمية،
تبحث في الأمر، إن لم يكن بعضها متورطاً فيه بشكل أو بآخر، ويدرك أيضاً أنه إذا قرر
أن يخرج فيلماً عن ذلك، فلن يقل إثارة عن تايتانيك، وأفاتار.
وكما كانت كل أفلام الكوارث بعد 11 سبتمبر 2011، مستوحاة من هذه الأحداث،
حيث نشاهد فيها جميعاً المباني الضخمة وهي تنهار، والناس يهرلون في الأسفل، وهم يحملقون
خلفهم في عدم تصديق إلى المبنى العملاق الذي يهوي، إسقاطاً على الصورة الشهيرة لأحداث
انهيار برجي التجارة، يمكننا هنا أن نقوم بالعكس، أن نفكر بطريقة هذه الأفلام، وبمشاهدها
المحفورة في أذهاننا في مشكلة الطائرة المختفية، وتقديراً مني لجهد كاميرون في المتابعة
خلال الفترة السابقة، وباعتباره من أوائل من قدم مثل هذه الأجواء في The Abyss ، أقدم له
7 نصائح، لـ7 حبكات درامية، لم تجرؤ الصحافة على الحديث عنها.
1ـ متطرفون إسلاميون: هذه حبكة سهلة وأربأ بكاميرون أن يقدم عليها، لأنه
كان بديهياً أن تتكشف سريعاً، وتتلخص في أن إسلاميين ينتمون لتنظيم القاعدة قاموا باختطاف
الطائرة، وأجبروها على الهبوط في مكان مجهول حتى الآن لأسباب مجهولة أيضاً، الغريب
أن بعض أفلام الخيال العلمي استخدمتها، مثل "الرجل الحديدي" الجزء الأول.
2ـ مثلث برمودا: هذا سيناريو يميل إلى الأسطورة قليلاً، وسيروق للمراهقين
والأطفال، الطائرة حلقت فوق مثلث برمودا الذي ابتلعها كما ابتلع عشرات المراكب السارحة
قبلها، لكن المشكلة أنها غالباً لا تعود من هناك، حتى يظل السر مختفياً.
3 ـ قارة أطلانتس: ستقول لي إن هذا السيناريو شبع كتابة، لا بأس، لكنه
صالح طوال الوقت، كما أنكم طوال الوقت تقومون بإعادة تمثيل أفلام عن آلهة الإغريق،
وملخص الحبكة الدرامية أن الطائرة اختفت بنفس الطريقة التي اختفت بها قارة أطلاتنس.
ما هي هذه الطريقة؟ لا أعرف والله.
4ـ رجال من المستقبل: هذه ثيمة سهلة، قدمها جيمس كاميرون بنفسه في فيلم
The Terminator، وقدمها فيلم Looper
بشكل جيد، وكلها تقدم فكرة أن الشخص الذي يموت في زمنه الحقيقي يختفي
في الزمن الآخر، فلنفترض أن الركاب كانوا هكذا.
5 ـ السفر عبر الزمن: هذه فكرة قدمت أيضاً في أفلام، أكثر من الأفلام التي
قدمت عن مسرحيات شكسبير، أشهرها ثلاثية "العودة إلى المستقبل". الافتراض
الذي سيقدمه جيمس كاميرون هنا، هو أن قائد الطائرة عاد إلى زمنه، بعد أن كان في مهمة
خاصة هنا، وهي أن يلتقط صورة "سيلفي" لنفسه أمام تمثال الحرية.
6ـ الفجوة الزمنية: فكرة تتقاطع مع الفكرة السابقة، وهي أن الطائرة عبرت
دون أن تدري من فجوة زمنية إلى عالم مواز، وهي الآن تحاول العودة، في نهاية الفيلم
ستعود كما يحدث في كل أفلام "مارفل" الأخيرة المأخوذة عن الكوميكس، لكن في
الواقع، لا إجابة بعد، وفكرة العوالم الموازية مطاطة، حتى لو قررت أن هذه العوالم هي
للجن، وقررت استخدام حبكة فيلمي "الحاسة السادسة"، و"الآخرون"،
لبروس ويليس، ونيكول كيدمان على التوالي، حيث يكتشف سائق الطائرة في النهاية أنه لا
ينتمي لهذا العالم، أو نكتشف نحن أننا مجرد أشباح في عالم الطائرة.
7 ـ حرب النجوم: طبعاً هذه فكرة قتلت بحثاً، لكني أثق في ذكائك يا جيمس.
أنت قدمت شيئاً مشابهاً في "افاتار"، الفكرة ببساطة أن هناك عالمان يتقاتلان،
وقرر أحدهما أن يختطف الطائرة لدراسة الجنس البشري.
... ونصيحة واحدة للحاج أحمد السبكي:
أرجوك، أبوس إيدك، ابتعد عن هذا الموضوع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق