22‏/11‏/2010

محمد أبو زيد يكتب تغريبة القاهرة القديمة


د.شيرين ابو النجا *
يخوض الشاعرالمصري محمد أبو زيد (صدرت له خمسة دواوين) مجال الرواية فيكتب «أثر النبي» (دار شرقيات، 2010) ليكشف عن مأساة شريحة واسعة من الشباب الذي نزح إلى المدينة طلبا للتعليم. كأن القصيدة لم تتسع لرصد كل هذه الأوجاع وكل هذا الترحال من أجل الحصول على قبس من أثر النبي. يعلن الراوي بشكل مباشر «أنتقل من شارع إلى آخر، كتابع يبحث عن نبيه ، لا أجيد قص الأثر، لا دربة لدى ولا طاقة لأفعل، لا أثر لأى شىء، طوال الوقت أشعر أن كل شىء سينتهي بعد قليل، علي فقط أن أواصل التنقل والانتظار...» (ص43).
لا يتوقف الراوى طوال مسيرة السرد عن التنقل أو انتظار ما لا يأتي... هكذا يقدم محمد أبو زيد الشاعر في أولى رواياته «أثر النبي» تغريبة نفسية واجتماعية مكثفة، تغريبة يصورها كل من هاجر من قرية أو مدينة اقليمية إلى المدينة المركز ويحملها في ثنايا وجدانه ورؤيته للعالم. حشد الكاتبة مجموعة من الشخصيات التي تولت تصوير هذه التغريبة: القذافي من البحيرة، أبو العزايم من الشرقية، حمدي من بني سويف، يوسف من الأقصر، الشيخ سيد وعادل هياكل من الفيوم. تحمل كل شخصية من هؤلاء أحلامها البسيطة التي لا تتعدى «الستر» وإعالة الأم والأب، وربما الزواج من فتاة ملتزمة يرضى عنها الأهل والمجتمع. لكنها أيضا شخصيات تداري البؤس والهزيمة المسبقة بمحاولات طريفة (لا تخلو من السذاجة والطيبة) لكسر بعض القواعد المملة، من قبيل مداعبة عم رجب فراش سكن الطلبة بالغورية، التحايل على ميعاد العودة، التلصص على الجيران، مراوغة أستاذ أحمد مدير السكن...وغير ذلك من التحايل على شظف وقسوة الحياة.
عبر تصوير هذه التغريبة يتمكن أبو زيد من تسليط الضوء على مصر القديمة بكل دلالات هذا القدم. بداية «أثر النبي» هو اسم أحد المساجد الشهيرة في منطقة مصر القديمة وهو المسجد الذي يضم بعض آثار الرسول الكريم، ومن هنا يصنع الكاتب المفارقة التي ينبني عليها العمل.
تتحكم فكرة الأثر في السرد، يحاول الراوي تتبع الأثر، أى أثر، ويحاول أن يترك أثرا، بلا طائل. فكلما تشبث بأمل يخرجه من دائرة الوحدة النفسية المحكمة انقطع هذا الحبل في شكل مفاجىء يزلزل كيانه. كلما عقد الأمل واعتقد أنه قد وجد الأثر يتلاشى هذا الأثر وتذروه الريح، فلا يبقى سوى التوسل بأهل البيت الذي يفتتح كل فصل من الرواية. لا تبدو الرواية رحلة بحث عن الذات بقدر ما تبدو بحثا عن الأثر الذي يتوجب تتبعه أو بحثا عن نقطة ارتكاز تتيح العيش بالحد الأدنى من الفهم والأمان. وإن كانت الرواية تبدأ من آخر نقطة وهى موت عادل هياكل جرّاء مرض السل فإنها تنجح في توفير مساحة حكي لتبرر رد فعل الراوي تجاه موت عادل هياكل صديقه ورفيقه في سكن الغورية.
يبدأ الراوي الحكي عن طفولته حين كان يحلم بالطيران في القرية، وفي كل محاولة طيران كان السقوط مدويا. مع موت الأم كانت السقطة الأولى التي تركته عاجزا لا يملك سوى نوبات بكاء شديدة. لا تتفهم عائلته سبب هذا البكاء مطلقا مما يدفع والده إلى الدخول في عالم السحر والشعوذة والزار. في المدرسة لاحقا لا يجد الراوي البكّاء سوى جماعة الاخوان المسلمين التي توفر له الاحساس بأمان الانتماء. الا أنه يعاني ما يشبه الطرد لعجزه عن ضم أي «أخ» للجماعة وذلك على رغم محاولاته المستميتة في اعتناق كافة الأفكار خاصة تلك القائلة أن القصص «حرام».
طيران متوهم
بانتقاله إلى القاهرة ليلتحق بالجامعة لا تتوقف نوبات البكاء أو محاولات الطيران وإن كانت بدأت تتخذ أشكالا أخرى ودلالات نفسية تتعلق بالخفة. تفشل محاولات الطيران دائما ليبقى الراوى مغروسا في الأرض، منخرطا في نوبات البكاء التي تصيبه، ومسيطرا عليه عدم الرغبة في التواصل مع العالم ما ينتج عنه شعور مخيف بالوحدة. فقط عندما ينخرط في مجموعة سكن الغورية تخف النوبات قليلا.
لا تملك الرواية ان تتجاهل أهم ما شكل وعي هذا الجيل سواء كان أغاني أو مسلسلات أو ثقافة عامة يحتل فيها الخطاب الديني مساحة لا بأس بها أو الأحداث التي غيرت صورة العالم ومنها سقوط بغداد مباشرة على الهواء. هكذا ببساطة تسقط بغداد على شاشة الفضائيات. فقط عند هذه الضربة القاصمة يشعر الراوي بوجوده وبامتلاك ارادته تجاه هذا البؤس الكامل. لا ينتفض الراوى ليجلي الصدأ عن ذاته الفردية المنعزلة الا في مواجهة حدث سياسي عام صادم. « في جرائد السبت: كانت صور المظاهرة في صدر الصفحات الأولى، كانت صورتي بعروق وجهي النافرة وأنا أهتف في طرف صورة في الصفحة الأولى من جريدة الوفد» (ص111).
كان لا بد من هذا «السقوط الأخير للعرب» (112) ليتحول البكاء إلى هتاف، ليتلاشى الشخصي في العام، ليلتحم المهزوم بالأكثر هزيمة، إنها المحاولة الأخيرة للراوي للتشبث بحبل نجاة وهى المفارقة البائسة التي تستند عليها الرواية. فحبل النجاة ليس الا سقوطا مدويا حتى لو كان الاعتراض والتظاهر والرفض هي وسائل انقاذه. فكل محاولات الشجب والرفض لسقوط بغداد لم تواجه الا بقمع أمني واستبداد لا يمكن وصفه الا بالغاشم، وهو الوضع الذي أصبح سائدا ومعتادا في مجتمعاتنا. اختفى الشيخ سيد بعد مداهمة أمن الدولة لسكن الطلبة بالغورية، وتحول علم العراق- حبل النجاة الأخير- الذي يحتفظ به الراوي في السكن إلى دليل اتهام ضده أدى إلى طرده من السكن. وفي عودته الأخيرة ليلم حاجياته وجد عادل هياكل وقد قضى عليه السل في نوبة سعال. ما بين نوبات البكاء ونوبات السعال لا يجد الراوي أي نقطة ارتكاز وجودية، لا يبقى له سوى الشعور بالغربة الكاملة التي تملكته منذ أن فقد أمه، الغربة التي كانت تدفعه إلى محاولات طيران تبوء بالفشل دائماً.
في ما بين نوبات البكاء التي قضت على الراوي ونوبات السعال التي قضت على صديقه عادل هياكل- وبالتالي على قطاع كبير من الجيل الذي شهد سقوط بغداد- تظهر المرأة بصفتها محور أمان (عائشة) أو محاولة تشبث بالأمل (نيرة) أو حنين للمستحيل (زينب)، هذاعدا عن وجودها الانساني. أما على مستوى الوعى الجمعي فلا حظ للنساء الا التواجد كصور في النكات الطريفة للشيخ سيد أو أحلام حمدي بالزواج من فتاة لا ترتدي البنطلون ليرضي والدته أو التلصص على زوجة الجار بالمنظار المكبر.
ومع أن معظم السرد موجه لزينب- كحيلة تعويضية عن غيابها- يبقى وجود النساء المحكوم بالكثير من الأحكام الاجتماعية والأعراف مرهونا بخيبة المجتمع في مواجهة هزائمه الكثيرة التي تحاول الاختباء خلف ذلك الشكل القمعي من التعامل مع النساء كأطياف يحملن أوزار أمة كاملة.
وعلى رغم بعض المبالغة في تصوير نوبات البكاء التي يلجأ إليها الراوي عندما تضغط عليه المعطيات المادية، نجح الكاتب في التغلغل داخل أعماق نفس الراوي الشاب الذي لا يجد ذاته إلا وكأنه زائد على مجتمع لا يحتاجه ولا مكان له فيه، قمة الشعور بالاغتراب الانساني في أشد صوره قسوة. يعلن هذا الاغتراب عن نفسه في عدم امكان التواصل مع أى من التجمعات الانسانية، لتبقى فقط الخطابات المتبادلة بين الراوي وهشام هى الملاذ الوحيد الذي يؤكد على استمرار الحياة.
تزداد حدة الاغتراب بالصور المتناقضة التي تعمل عمل الدلالات الشعرية المكثفة، فمن منع التظاهر ضد السقوط إلى تجاهل أبطال حرب أكتوبر، ومن جلسات شيوخ الطريقة إلى النكات ، ومن المسجد إلى هشام، وما بين هذه الصور تتهاوى كل دلالات الأم وتتنوع أشكال القمع الأمنى والأيديولوجي والمجتمعي والعائلي. تبدو النهاية – وربما الرواية كلها بشخوصها البائسة- وكأنها محاولة أخيرة للقبض على الريح، محاولة لايجاد أثر غير موجود أو ترك علامة مستحيلة. «أثر النبي» قصيدة سردية للزمن الرديء تدور أحداثها بين أحياء القاهرة العتيقة بحثاً عن المتلاشي الغائب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
*نشر في جريدة الحياة اللندنية

محمد أبو زيد : الكتابة تشبه لعب الكرة في حقل ألغام

حوار - نهي محمود

محمد أبو زيد أحد الأصوات الشعرية المميزة جدا في الجيل الحالي . صنع لنفسه مكانا بارزا وسط شعراء قصيدة النثر بأربعة دواوين هي ثقب في الهواء بطول قامتي و مديح الغابة و قوم جلوس حولهم ماء وطاعون يضع ساقا فوق ساق وينظر للسماء ، أبو زيد الشاعر ورئيس تحرير موقع الكتابة الجديدة أول موقع الكتروني مصري ثقافي يحتفي فيه بالكتابة الجديدة في مصر والعالم العربي ، محمد صاحب الإيمان بأن الكتابة هي الحلم والحياة . تأخذنا كتابته لحالة حزن وشجن عامة يقول عنها هي حالة هذا الوطن وهذا الجيل . صدر للشاعر محمد ابو زيد رواية اولي هي اثر النبي عن دار شرقيات وكان لنا معه هذا الحوار .

ـ تقول إنك انجزت روايتك بين عام 2003 حتي 2010 سبع سنوات لإنجاز رواية أولي فيم احتجت كل هذا الوقت ؟

ـ بدأت في كتابة الرواية عقب احتلال العراق عام 2003. وكنت تقريبا قد انتهيت منها . وتقدمت بها لمسابقة يحيي حقي بالمجلس الأعلي للثقافة . وفازت بها . بعد ذلك صدر ديواني الأول وانشغلت ببناء تجربتي الشعرية . لكن ظل طوال الوقت لدي هاجس الرواية . فقررت إعادة العمل عليها عام 2008 . أضفت شخصيات وحذفت أخري أضفت فصولا . تضاعف تقريبا حجم الرواية . لكن حرصت في ظل هذا أن تحتفظ بروح كتابتها الأولي.

ـ ما الذي عجزت عن قوله بالشعر . واحتجت للرواية لتبوح به ؟

ـ قد أكون قلت في دواوين سابقة بعض ما في هذه الرواية . وهذا يفسر سؤال البعض عن وجود شخصيات موجودة في الرواية وموجودة في دواوين سابقة . فهناك شخصية عائشة وهي موجودة في ديواني الأول ثقب في الهواء بطول قامتي وفي ديواني القادم أيضا . وكذلك شخصية الشيخ أحمد عبد التواب و ميرفت عبد العزيز فالفكرة هنا أنني لم أعجز عن كتابة شيء بالشعر فكتبته بالرواية . لكنني كتبت الرواية بمنطق أنني مبدع . وأنني شاعر.

ـ ولاؤك الآن لقصيدة النثر أم للرواية ؟

ـ ولائي للكتابة الجميلة . والفيصل هنا هل هذه الرواية جيدة أم لا . لكنني كما قلت لك أنا شاعر كتب رواية . قد أكرر التجربة أو لا أكررها . والكتابة في ظني بشكل عام أشبه بلعب الكرة في حقل ألغام .في أي سطر من الممكن أن تفجري كل ما فعلتيه . وربما أيضا تقدمين شيئا جديدا لم يفعله أحد من قبلك . الكتابة لعبة . وأنا مستمتع بها أيا كان شكل هذه اللعبة.

ـ الشجن واللغة الشاعرية عامل مشترك بين دواوينك وروايتك . فهل تكرس عالمك الإبداعي للحزن وعنه؟

ـ أهتم جدا باللغة في بناء النص لدي . حتي إذا أدخلت لغة عامية أو مفردات أجنبية فأنا أختارها بعناية بحيث لا تجرح البناء اللغوي للنص . لا أكرس عالمي الإبداعي للكتابة عن الحزن . لكن الحزن هو حالة وطن . حالة جيل . حالة كتابة بالنسبة لي . الكتابة أحيانا تكون مبررا للوجود . أحيانا تكون مخرجا من هذا الحزن أوالاكتئاب . ثم أن لكل نص حالته . بطل الرواية كان يغني عندما يكون خائفا حتي يطرد العفاريت . والكتابة غنائي حتي أطرد الحزن.

ـ بطل روايتك يخاطب حبيبة خرافية ويتحدث عن إحباطاته . تيمة البطل المهزوم ما هي الرؤية الجديدة التي قدمتها فيها في أثر النبي؟

ـ أنا في الرواية أتحدث عن هزيمة جيل بكامله . دائما ما يتحدث جيل الستينيات والسبعينيات عن أن نكسة 1967 هي التي كسرت الجيل بأكمله . وأن الأجيال القادمة لم تمر بمثل هذه التجربة . مع أن ما حدث في احتلال العراق للكويت عام 1990 . ثم احتلال أمريكا للعراق علي مرأي ومسمع من الجميع . شاهدنا كل هذا ونحن نشرب النعناع والينسون علي المقاهي دون أن نتحرك . شاهدنا الحرب علي الهواء مباشرة وأستأنفنا حيواتنا كأن شيئا لم يحدث . كان هذا الاحتلال هو النكسة الحقيقية للعرب . ونهاية حلم الوحدة العربية كما جاء علي لسان أحد أبطال الرواية . هي هزيمة بطل الرواية الذي انكفأ علي هزائمه الشخصية . أبطال الرواية مهزومون . لأن هزائمنا الصغيرة هي التي تكون هزيمتنا الكبري . أعرف أن هذا قد يكون خطابا أيديولوجيا . وأعترف أنني مؤدلج . لأنه يجب أن يكون لدي الكاتب قضيته الخاصة وأيديولوجيته . لا أقصد بالأدلجة هنا الانتماء لحزب فلا توجد أحزاب في الشارع السياسي . لكن أقصد أن يكون لديه همه الخاص . لأن هذا الهم هو الذي يحركنا للكتابة . وحياة بلا قضية تشبه حياة السوائم .

ـ أول أعمالك صدرت عن سلاسل حكومية ثم تخليت تماما عن هذا الجانب ولجأت لدور النشر الخاصة لماذا؟

ـ أول دواويني ثقب في الهواء بطول قامتي صدر بعد أربع سنوات من تقديمه. عن الهيئة العامة لقصور الثقافة . ثاني دواويني مديح الغابة صدر بعد خمس سنوات من تقديمه للهيئة العامة للكتاب . صدر خلالها ديواني الثالث قوم جلوس حولهم ماء عن دار شرقيات الخاصة . وبهذا الشكل يمكنني أن أقدم أعمالي للسلاسل الحكومية . وأفعل ما تفعله سمكة الحنكليس . وهو الانتظار والتأمل في مياه المحيط حتي يصيبني الدور . فضلا عن أن الكتابة تشبه البناء التراكمي . فليس معقولا أن تقرأ الديوان الثالث أو الرابع قبل الثاني بسبب مشاكل النشر . وربما بسبب مشاكل النشر هذه فكرت في إطلاق موقع الكتابة حتي يحل قليلا من أزمة الكتاب الشباب في النشر بعد أن عانيت وعاني منها جيلي وأجيال سابقة الأمرين.

ـ أنت شاعر ومثقف مصري تؤمن بالكتابة الجديدة حدثني عن حلم موقع الكتابة الجديدة الذي تحول لواقع؟

ـ موقع الكتابة بدأ كحلم أن يكون هناك موقع ثقافي مصري . عندما بدأنا ننشر علي الانترنت كانت كل المواقع الثقافية الموجودة هي مواقع ثقافية عربية . مثل جهة الشعر . وكيكا . وأفق . وأوكسجين . ولم يكن هناك موقع ثقافي مصري . مع أن الثقافة هي بمثابة القوة الناعمة لمصر طوال المائة عام الماضية . ومصر كانت دائما ملجأ الكتاب والمبدعين . حتي مواقع الهيئات الثقافية غير محدثة وغير مهتمة بالإبداع . فبدأت الفكرة من هنا أن يكون هناك أول موقع ثقافي مصري . ويساعد في حل أزمة النشر . فلا توجد مجلات ثقافية في مصر سوي الثقافة الجديدة والمحيط الثقافي. وبعض رؤساء تحرير الصحف يعتقدون أن صفحة إعلان أو صفحة فن أفضل من صفحة ثقافة . ودائما صفحة الثقافة هي كبش الفداء الأول. فمن هنا جاء الموقع ليقف بجوار الكتابة ضد مأساة النشر . وليكون أول موقع ثقافي مصري . ولينحاز للكتابة الجميلة كما قلت في بيان إطلاقه.

ـ كيف قابلت تعرض موقع الكتابة للاعتداء؟

ـ قابلته بأن أعدت بناءه مرة أخري . وأطلقته مرة أخري . لم أتوقف عن نشر النصوص الجميلة الجادة . لم أقف . ولم أتراجع عن انحيازات الموقع الواضحة للكتابة الجميلة.

ـ ما هو مشروعك القادم ؟

ـ فضلا عن تطوير موقع الكتابة . أعمل الآن علي الانتهاء من ديوان مدهامتان . وسأقدم فيه نصوصا صوفية . ستكون هناك قصائد عمودية . وقصائد تفعيلة . وقصائد نثر . لأن أكثر ما يضايقني هي فكرة نفي الآخر في الثقافة المصرية . فشاعر القصيدة العمودية لا يري أحدا بعده . وشاعر قصيدة التفعيلة لا يري أحدا بعده ولا قبله . وشاعر قصيدة النثر لا يري أحدا قبله . وأصبحت الكتابة تشبه ما يحدث في أفغانستان والعراق . لذا ستجدين في الديوان ثلاثة أنواع من الكتابة . لأن الشعر هو الذي حين تقرأه تعرفين أنك تقرأين شعرا . بغض النظر عن الطريقة التي كتبت به .

ـ ما الذي تصدق أن الكتابة ستحققه لك بمعني آخر ما هي أحلامك التي تخص كتاباتك؟

ـ الكتابة بالنسبة لي علة وجود . هي سبب استمراري في الحياة . ولدي مشروع كتابة يكتمل بعمل بعد الآخر . وعندما أنتهي من آخر سطر منه . سأضع قلمي جانبا وأنتظر الموت . الكتابة هي الحلم . الكتابة هي الحياة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نشر في جريدة الجمهورية