26‏/08‏/2007

عدودة لرثائي


هوّه اللي مات ده كان لي مين
هوّه اللي يدعي وأقول أمين
وعنيه حواليّه ملوك حايمين
يرحل بعيد عني وألقاني
عاوز أعوم واديه مش عايمين

النخل طاطا في وداع لما به عدّيت
عدّدْ على ـ دلّوني عاد ـ ولا ما هوش عدّيد
هجّت بيوت الناحية والملقة إِلَىْ
صرخت علىْ ،
والصمت كان صوته كما الزغاريد

أنا الجنوبي اللي مشى على ادين الجمر
رشّيت غناويّا هوى ولا امتثلت لأمر
غنّيت تلات تيام فِدا وصمت رابع نذر
ماشي على حرف الجبل ما عرفش وين رايح
لكن أكيد وأكيد أكيد ديهيه سكة قبر

مين اللي خوّض في الفساقي
حطّ لي مطرح
مين اللي قام مد اللحود
ونزعني م المسرح
مالي عيون بيها أسير ـ حتّى ـ ولا أبصر
حبل البكا سلبة ومدد
حبل الحياة أقصر
طوب الفساقي ني مش طايب
ونا حلمي كان ليّه وعاش خايب
طوب الفساقي مال علىْ سلّم
مدّيت إيديْ ولقيتني بتألّم
تبكوا علىّ اليوم ما تبكوشي
وطني عيونكم بس راقوشي

نَفَسي تقيل سبحة تفرفط لي جروح
الروح بتجري ونا أروح مطرح ما أروح
أنا لسّه حي ـ ردّوا علي ـ ولا حلاوة روح
قادرشي أغنّي للحياة يمكن عشان ميت
ومنين أجيب صوت لكلامي في ليالي البوح

سامحني يا محمد بقى إن ضعت من يدي
دا ما كنتش أعرف مين قبص مين اللي راح يدّي
ما علهش عاد كان بدّي أبقى شيء مش بدي
أنهيت كلامي أنا لكم ، أم لسّه راح أبدى

سامحني يا محمد كمان إن ضعت في الفتنة
جاي البكا يرمح إلىْ مين عنه يلفتنا
لا بزرعنا نافع ولا ـ معلهش عاد ـ حتى بحلفتنا
إمتى النواح يرحل بعيد ويسيبنا ويفوتنا

سامحيني يا روحي أنا قصديش
شايفة الحدود أهي لسه تعرفنيش
أنا اللي طاير فوق كده
ولاّ أنا من غير ريش
قولي عجوز شايب أنا
أم طفل ما بيحبيش
تعيش لي يا حزني وطن ،
أموت أنا وتعيش

حِلّي الضفاير ضللّي فوقي
سامحيني يا روحي دا هوّة مش شوقي
حِلي الضفاير كوني في عنيه
سامحيني يا روحي معيش ديهّ
سامحيني سامحيني
أنا كنت لك فارس جدع
كان رمحي رمحيني
مين اللي راح يقدر علي
مين اللي يمحيني

الصمت دلدل لي إديه والدمع ليه مالح
صوتي انطفى لما بكيت سبع الجوارح
زام الهوا ف وشي فزع ورماني لامبارح
لما اتعدلت على كانون الجمر زفيتني
وحيد أنا مرمي ، وحسي ماله مش طارح

لمّا بشوفني ونا بموت ما عرفش ليه بضحك
ونا عُدت ليه أضحك وأبكي واستعير نصحك
و أكب عدودة على صدري يطيب جرحك
حسي ما هوش طالع يسمّعني غُناي عدّيد
متعازة يا دمعة فِدا .. خليكي في صرحك

طاطت مراكب للوطن لما بكا لي النيل
واتمدّدت لِعْضَام هوا كما وليف تِنّيل
اتساوِتِ اكتاف الرمال بكا من التنميل
غطيت عيوني بالبراح ، وِعْليت أنا درجة
لما لمسني بالشراع ، وبست بحر النيل

08‏/08‏/2007

ابتداء من اليوم الثالث عشر بعد انفجار الموسيقى


حضني يتسع للكثيرين
أسير كالمتشردين في أفلام خيري بشارة
أحلم أحياناً أني أرقص في المطر
دون أن أخجل من شركات الصرافة
فلا أرقص
أحلم أحياناً أني أغني
فلا أغني
أني أمشي هكذا
فاتحاً ذراعي فوق المياه
ـ كنبيلة في فيلم رابعة العدوية ـ
تقتلني اللحظة فأكتب قصائد
عن القطط والزحام
تعبس الباصات في وجهي
فأسير فاتحاً حضني دون خجل
ليستوعب الكثيرين من الموتى

02‏/08‏/2007

شغل كايرو

أخيرا
وبعد طول انتظار
الآن
شغل كايرو
لمحمود عزت
لدى الباعة وفي المكتبات
ألف مبروك يا محمود

في كل ما حدث لا أتهم إلا غادة نبيل


الخلود والموت
من الذي يقود الآخر كالأعمى
إلى المتاهة
سأكتب كلاما كثيرا بلا معنى
الحياة عرجاء
والحجرات المغلقة
ليست مناسبة دائما للحكي
فالجدران تمل
الهواء في الخارج جميل
حتى لو كانت السماء
تقصفنا بأمطارها

أنا الذي مررت هنا من سنين
كانت البيد مقفرة
ولم يكن هناك منٌُّ ولا سلوى
فقط جبال ترتعش من الغضب
أنهار مسممة وعسل مُصفَّى
الشيخ الذي قرأ القرآن في ميتتي الأولى
كان يحب ميج رايان
وحكى لي عن دموعها في فيلم لم يشاهده
وبكى كثيرا
قبل أن يدخلني المقبرة
الطريق ليس ممهدا
لكنني في المرة القادمة
سأعد لكم الينسون
لكم أنتم جميلون
لكم أنتم رائعون
حين تنصرفون بدوني باكين

أريد أن أكتب عن الوطن
عن الحزن
عن حبيبتي
لكنني وحيد ومنفي
في حجرة
في سرداب
في قلعة
في جزيرة
في كوكب أفسد أخلاقه القمر
أتطلع من النافذة
وأعد قضبانا
كل ليلة تزداد واحدا
كل ليلة تنقص بقعة الضوء في الحجرة
كل ليلة أتضاءل
ويزداد عدد الجثث في المدفأة

فاتن حمامة التي ستموت في آخر الفيلم
ستجعلني لا أرى باب السينما
لأعود إلى البيت باكيا
دمعتي في حقيبتي
ويدي تقبض على الصراخ
في الرابعة صباحا
سأتحسس ببطء
جثتها المسجاة جواري .

هي التي أسقطت الستائر
ودعت الناموس إلى الجلوس قدامها
على الأرض
ألصقتني بالحائط
أتحسس دمي
الذي أنبت عنبا وأبّا
أما التي آمنت بالحب
فالطريق إلى اسطنبول غالبا
سيجعل الحذاء مهترئا
خاصة وأن محمود الذي لا تعرفونه
مات أيضا
المطر الذي أسقطوه في البركة
قفز فزعا
عندما لامست البرودة جسده
أما القرصان
فقد حيا البحر بخلع شاربه وبكى

اعتن بنفسك يا بني
ثم اترك دموعك تغسل الممر
امنح القرصان روحك في هدوء
القرصان المسكين
الذي فقد قلبه في حادث تصادم
القرصان الطيب
الذي لا يجيد قلي السمك
ولا قيادة السفن .

رعشة أعينكم جعلتني أستيقظ
أتعثر في دم المنبه
أراكم جيدا
عيونكم مفتوحةإلى آخرها
أفواهكم مغلقة
.وتبكون من أصابعكم