21‏/10‏/2006

يقول محمد : نقية لدرجة أنه من المؤكد اسمها مريم


يقول محمد
نقية لدرجة أنه من المؤكد اسمها مريم



(3)

الأهـــــــــرام
31 يناير
الأبرار يضيئون كالشمس
ملكوت أبيهم
الذكرى السنوية الأولى لعروسة السماء
ريميديوس الجميلة
الرب يعوض تعب محبتكم
فارقت عيوننا
ولم تفارقى قلوبنا

ماما وأخوتك



(واحد)

لما سمع بالحرب
خرج تاركا رأسه – وحدها –
على النافذة تبص
وترد السلام على الناس فى الشارع
دون حتى
أن يعلق صورة له
على حائط دفع فيه دم قلبه
أو يترك فى قلب أخوته الصغار
ندبة بالقلم الرصاص

عرى ذراعه
وقال للوشام : اكتب أيها الرفيق :
لا أريد أن أصافح كونديرا
أو أبيع غنما فى الميدان الأحمر
اكتب يا أخى بقسوة

كانت أمه تدخل وتخرج
تحادث رأسه التى تبص
تخلع من أذنيه سماعات الووكمان
ثم تأخذ من فمه
مبسم النارجيله التى أنطفأت

اكتب :
محطات المترو ليست المكان المناسب
- دائما – للطيران
فلا تكن بحاجبين وعين واحدة

أبوه لما تعب
ترك جوار على تمراز
وجلس قدام التليفزيون
يشجع اللعبة الحلوة

اكتب :
أنا ضعيف وكلهم عميان
فاعطنى مثبتا للشعر

لما سمعوا صفارات الحرب
أغلق الصغار النافذة
دو ن أن ينتبهوا
للتى تدحرجت على البلاط
ولا زالت تبص .



(واحدة )

هاتان العينان
قابلتهما من قبل فى ميدان الجيش
وكانتا لقطة
سيارتها – حتما – بنية
والصليب الكبير على صدرها
ربطنى جيدا فى الهواء
فلم أتحرك
نقية ، يقول محمد
فلم أجبها : ثالث باب يمين
ولم أعرف : هل تأكل التراب كروبيكا
وتغنى كأنغام
و تبكى كأمى ؟
ولم تدع دموعى تتجمع فى أنبوبة المعمل
فقط تركت كل شىء فى مكانه
الشارع
المبنى
المارة
السماء
لأتذكر كلما مررت من هناك
أننى لم أزل بعلامة فى الصدغ
وخنجر فى يسار صدرى
أعلى الحجاب الحاجز


(2)

أعتقد أن هذا الاسود
على ظهر كرسى الميكروباص ( طابا – باب الخلق )
ليس خط ماركيز :

الذكرى الهباب
وأيام العذاب
والزحف على التراب

للذكرى الغالية
زعيم شلة السمائيين
الكولونيل
أوريليانو جوزيه أركاديو بوينديا


( 3 )

9/4/2003
مسجد الشيخ السبكى بالدرب الاحمر
هذه المرة
لم يدع الشيخ أحمد عبد التواب
عقب العصر
بترميل نسائهم
نشرت في أخبار الأدب

11‏/10‏/2006

جمعية المنتفعين بنجيب محفوظ


سيكون طريفا حقا لو تم تأسيس جمعية أهلية مصرية تحمل اسم «جمعية المنتفعين بنجيب محفوظ»، وتضم في عضويتها عددا وافيا من الذين احتكروا، في الفترة الأخيرة، لأنفسهم حق الحديث عن أسرار نجيب محفوظ وأخباره، وأحياناً أدبه، ويمكن أن تعلن الجمعية مقرها من أي مقهى ثقافي في وسط القاهرة، من دون أن يستغرب ذلك أحد.
تبدت ظاهرة الانتفاع بنجيب محفوظ بشكل سافر، بعد وفاته، إذ خرج عدد من المثقفين والكتاب يريدون أن يستغلوا التركيز الإعلامي على الأديب العربي الوحيد الذي حاز جائزة نوبل للحديث باسمه وعنه، وعن خزائن أسراره التي يملكون وحدهم مفاتيحها. ووصل الأمر بالبعض إلى الحديث عن أسرار شخصية تخص محفوظ وأسرته مثل وصيته، وعلاقته ببناته وزوجته. كما وصل الأمر إلى نقل تفاصيل ما دار اثناء تغسيل جثته. أيضا ثمة من تجدهم يتحدثون عن محفوظ كلما فتحت جريدة، أو قناة فضائية أو أرضية أو إذاعة، على اعتبار أنهم كانوا مستودع أسرار الرجل. ثمة من احتكروا لأنفسهم هذا الدور، وأصبحوا بالتالي متحدثين رسميين باسم نجيب محفوظ، لدرجة أن البعض علق بأنهم صاروا أكثر شهرة من نجيب محفوظ نفسه، من كثرة ما ظهروا في وسائل الإعلام.
ثمة أسماء معروفة احتكرت هذا الدور، لكن الحقيقة أن المتاجرة بنجيب محفوظ بدأت قبل وفاته، وربما بعد الاعتداء الإرهابي عليه أوائل التسعينات، حين فقد القدرة على الحركة بشكل طبيعي. وهو ما جعل مجموعة من المثقفين، وغير المثقفين أيضا، تلتف حوله، بعضهم كتاب معروفون ولهم أعمال أدبية ويرتبطون بمحفوظ منذ فترة طويلة، وبعضهم لم يسمع بهم أحد من قبل، أو من ذوي المواهب الضعيفة. بدأ كل هؤلاء في الالتفاف حول الرجل والحديث باسمه ومنع الآخرين من الاقتراب منه. وأصبح وجود بعضهم في الحياة الثقافية مرتبطا بوجود نجيب محفوظ ذاته، وظهورهم في وسائل الإعلام يقتصر على الاحتفال بذكرى ميلاده، أو حصوله على نوبل، ومن ثم وفاته مؤخرا. وما كان يثير غضب العديد من المثقفين في الفترة الأخيرة، وقبل وفاة محفوظ، هو أنه بالرغم من تقدمه في السن وصعوبة حركته، إلا أن المحيطين به، كانوا مصرين على الظهور معه والالتفاف حوله، وإجباره، حسبما كان يردد البعض، على الخروج ستة أيام في الأسبوع في الوقت الذي كان يحتاج فيه إلى الراحة.
حين سألت الروائي يوسف القعيد أحد القريبين من مفوظ ، والمتحدثين عنه بكثرة ، بدا غاضبا، وحزينا من السؤال، وقال لي «أنا لم أنتفع من وفاة نجيب محفوظ بشيء، لأنني روائي لي كتبي وأعمالي التي تقدمني للناس، ولست محتاجا إلى وفاة محفوظ لكي أجني شيئاً»، وأضاف «عندما يكون لدي إبداعي الخاص لماذا أتمسح بإبداع الآخرين وشهرتهم؟». وقال القعيد «أتحداك أن تجد صورة واحدة لي في جنازة محفوظ، أنا كنت موجودا، لكنني رفضت الظهور في التلفزيونات التي كانت تصور، ولم أدل بتصريحات صحافية. وكنت أبتعد عن الكاميرات، ولست مثل الذين قاموا بعمل مؤتمرات صحافية على باب الجنازة، وعلى باب مسجد الحامدية الشاذلية الذي أقيم به العزاء. هات لي أي صورة ظهرت فيها، أو أي استغلال إعلامي مارسته باسم محفوظ؟»
وبغض النظر عن كون القعيد انتفع أم لم ينتفع ، ورغم أنه غضب مني ، إلا أن إجابته كشفت أن ثمة من انتفعوا بالفعل ، هؤلاء الذين أشار إليهم بقوله أنهم عقدوا مؤتمرات صحافية على قبر محفوظ ، إذن هل نطالب بكشف أسماء هؤلاء المتحدثين ، أذكر أنه منذ فترة كنت أتحدث مع الروائي محمد جبريل عن هذا الموضوع أيضا فقال لي أن المخرج توفيق صالح ، وهو أحد حرافيش محفوظ ، إنه اضطر الى أن يشتم بعض الذين يقتاتون من نجيب محفوظ في قلب المدفن، لدرجة أن أحدهم كان يتحدث ، ويفاخر بأنه شارك في غسل محفوظ ، ويحكي ما دار "، هل أجد لديكم تعليقا أكثر تهذيبا من الذي يدور في خاطري الآن .
بالنسبة لي فقد زرت محفوظ مرة واحدة ، وكنت فيها بصحبة وفد من الاصدقاء الصحافيين الألمان منذ عامين ، في العوامة التي تقبع على نيل العجوزة ، ربما لم أكتب انطباعاتي عن الزيارة من قبل ، لكن هذه فرصة مناسبة ، هل أقول أن الرجل بدا مجهدا ، متعبا ، هل أحكي عن الضجيج الذي كانت تصنعه زمرته حوله ، هل أتكلم عن هؤلاء الذين يظهرون في الصور حوله ، بينما هو لا حول له ولا قوة ، أذكر هنا أيضا أن الشاعر شعبان يوسف قال لي على جانب آخر من المنتفعين ، حين حكى لي عن الذين يتحدثون طوال الوقت باسم نجيب محفوظ، مثل محمد سلماوي الذي لا يضيع وقتا إلا ويتحدث فيه عن نجيب محفوظ، وإبداعه، شعبان قال لي وقتها " أن الصراع على تركة محفوظ سياسي في بعض جوانبه، فلم يكن محفوظ نجيب محفوظ في أيامه الأخيرة، قادرا على اختيار حوارييه وحرافيشه، ولا أعرف لماذا على وجه الخصوص، نجد أن سلماوي هو المتحدث باسمه، مع أنه لا علاقة لإبداع سلماوي بإبداع نجيب محفوظ، ولا علاقة لفكره بفكر نجيب محفوظ ، هذه علاقة غامضة ولها أسباب سياسية وليست ثقافية على الإطلاق. فسلماوي ليس من ورثة إبداع نجيب محفوظ، كما أنه ليس امتدادا حقيقيا له وقد يكون مكلفا من الدولة " .
الحقيقة أن الفكرة التي طرحها شعبان عن علاقة الدولة بمحفوظ جديرة بالتأمل ، خاصة مع الاحتفالية ، التي كانت بالرغم من كل شيء باهتة ، التي أقامتها الدولة حين رحيله ، ومحاولتها تبني شخصه ، وإبداعه ، مع أنه كان يحاول أن يكون بعيدا في حياته ، أما علاقة سلماوي وغيره ، ومحاولات الحديث باسم محفوظ ، واحتكاره ، ومنع الآخرين من الحديث عنه ، فهذا سيتكفل به الزمن ، لأننا سنذكر محفوظ فقط ، وليس المتحدثين به السؤال الذي يتردد الآن ، على استحياء، ويخشى الكثيرون الإجابة عنه ، حفاظا على صلاتهم الثقافية ، وعلى علاقاتهم ببعض المنتفعين ، وربما خوفا منهم أيضا هو من يملك حق الحديث باسم نجيب محفوظ، ومن يملك خزينة أسراره، ولماذا يتم فتح مقبرة نجيب محفوظ على الملأ والحديث عما فيها، هل تتوقف هذه الأمور بعد مرور وقت كاف ، أم أنها قدرنا الذي لم نعد نملك منه فكاكا ؟

04‏/10‏/2006

على قيد الحياة


وما تنساشي
تسأل عني ف باب الخلق
مستنيك
وبقالي سنين قاعد نفس القعدة
نفس الشاي السادة
نفس البصة على التليفزيون
نفس الكتب النايمة ع الترابيزة
نفس الصرخة بتتمدد حواليا

مستنيك
ولما هشوفك مش هسأل
ليه سبتني وحدي في مرايتي
من غير مصحف ع الشيفونيره
من غير سكر في المطبخ
من غيرك
صوتك يتسحب واحدة واحدة
والنظرة تكش واحدة واحدة
ونا برضه قاعد مستنيك
حلقس مش ناشف
حلقي ممرر

مستنيك
تالت شعر تحود حتلاقي قدام منك وشي
مستنيني زي ما أنا مستنيك
الشباك مش مقفول
لكن شكله كدهه
والصبح ما صفرش لبنات شايله شنطها
وراجعة م المدرسة بدري
ما سألهمشي ليه
أنا مصلوب وحدي
في عنين بياع الجراين السهرانه
متعلق من شعري على بوابة المتولي
زي فانوس ميت بالظبط
إبر الخيامية بتلون عيني بالدم
فما تسألنيش
واما استناك وما تجيش
هحكيلك وأوصيك
إنك تسأل عني ف باب الخلق

مستنيك
ولا أقولك .. ما تجيش .