28‏/09‏/2007

عبد الله البري يكره عبد الله البحري .. والجوي حائر بينهما



الحياة تبدأ حيث تذهب الطائرات الورقية
حيث يضيء اللؤلؤ أسنان سارة
ويبتسم النرجس
في كم سعاد
وتسير مريم في المترو
تقطف الورد
وتخبئه من جني الحراسة

لم أعد أذكر متى بالضبط
رأيت نهرا ينبع في طريق القوافل
في النهار : يسقي الفقراء
و زوار الأضرحة
ويسرق منهم الجبن و اللانشون
في الليل :
ينصت لصراخ أحشائه
ودمعة تكومت كالجثة فوق البلاط
بعد زواج ملكة الجن من أمين الشرطة

لم أعد أذكر متى بالضبط
كنت أذهب إلى عملي
عوما
أتسلق الأشجار
وأهدي عصير الموز و الآيس كريم
للقرود
المراكب التي قابلتها
على ضفة النهر
كانت حبلى في شهرها الأخير
بحارتها موتى
يخفون المرايا عن وجوههم
حتى لا يصابوا بالصرع

لم أعد أذكر متى ..
كنت أصعد إلى الجرس
أصدم رأسي بين دفتيه
وصراخي يغرق المدرسة
حتى الذين هربوا عبر " القنال "
كانوا يدركون جيدا
أن مراكبهم مثقوبة
أن بوق السفينة البعيدة مازال يستغيث
بصراخ منزوع الدسم

أمي زرعت فوق قبري صبارة
قبل أن تموت
ثم حكت لي تسع حكايات للنوم
عن دراكولا الطيب
دراكولا الذي لا يستعمل معجون الأسنان
و يثير الشفقة
أكثر من طفل مصاب بالسكر
دراكولا الذي
قبض علي يدي في عنف وبكى
فيما تخترق صدره عصا الكمنجة
" إنت اللي هتغني يا منعم "

ابتسامات كثيرة على يسار فمي
أخبئها عن عيونكم
لكني في الخريف القادم
سأسقي الزهور على قبري
مياها غازية
سأعرفها على شهريار الهارب
من المجوس
في قصص زوجته الثرثارة
سأشتري طاقم أسنان جديد لسارة
و حقيبة كتف زرقاء لمريم
أما سعاد
فلا أعرف
أغسطس 2007
ـــــــــــــــــــــــــــ
الصورة : أحد أغلفة كتب كامل كيلاني

هناك 5 تعليقات:

soha zaky يقول...

أمي زرعت فوق قبري صبارة
قبل أن تموت
ثم حكت لي تسع حكايات للنوم
عن دراكولا الطيب
دراكولا الذي لا يستعمل معجون الأسنان
و يثير الشفقة
أكثر من طفل مصاب بالسكر
دراكولا الذي
قبض علي يدي في عنف وبكى
فيما تخترق صدره عصا الكمنجة
" إنت اللي هتغني يا منعم "
محمد حتى فى التجديد رائع ومفاجىء ، مش عارفة انت مستخبى ليه ، اه عرفت لأ متخرجش طالما الشغل بيعمل معاك كدا ارجوك اشتغل 200 ساعة فى اليوم ، حلوة اوى اوى يا ابو زيد

عين ضيقة يقول...

وايه كمان؟



تسلم

Amira Hassan يقول...

انا بشكرك على ديوان قوم جلوس حولهم ماء


ياريت تزور مدونتي انا كتبت عنه

Lobna Ahmed Nour يقول...

منطق جميل وعجيب في نفس الوقت

بس من الملاحظ ان فيه عبقرية فذه في كل كلمة
يسقي الفقراء
و زوار الأضرحة
ويسرق منهم الجبن و اللانشون

بعد زواج ملكة الجن من أمين الشرطة

أتسلق الأشجار
وأهدي عصير الموز و الآيس كريم
للقرود

بحارتها موتى
يخفون المرايا عن وجوههم
حتى لا يصابوا بالصرع

سأسقي الزهور على قبري
مياها غازية

والاغرب علاقة كل هذا بعبد الله البحري
وعبد الله البري

رائعة

الولد الفوضوى يقول...

عزيزى المبدع الجميل محمد أبوزيد
بالفعل وحشنى أيها الرئع
شكرا لكل هذا الابداع فى مدونتك
محبتى
محمود مغربى