29‏/09‏/2008

سبتمبر .. شهر سيء السمعة


ربما كان الحدث الأكثر مأساوية في حياة آلاف الاقتصاديين في العالم خلال شهر سبتمبر هو إفلاس بنك برازرز الأميركي ، خاصة أن الإفلاس ساهم في انهيار العديد من البورصات في العالم ، في ظل مخاوف أن يشهد العالم أسوأ أزمة اقتصادية منذ قرن ، وبالنسبة للمصريين فلن ينسوا لمدة طويلة حدثا وقع في الأيام الأولى من شهر أيلول الجاري وهو انهيار صخرة الدويقة والتي راح ضحية لها أكثر من مائة شخص ، وتشرد المئات في المقابل ، ومنذ أيام حريق المسرح القومي لكن إذا كانت هذه الأحداث هي الأبرز خلال هذا الشهر ، فإن شهر سبتمبر في اعتقاد الكثيرين هو الأسوأ سياسيا كل عام .
ويحق للسياسيين أن ينتظروا شهر سبتمبر كل عام بترقب ، فهو الشهر الذي يرى كثيرون أنه لا بد أن يشهد أحداثا مأساوية كل عام ، لدرجة أنه أطلق عليه لقب " أيلول " الأسود .
أشهر أحداث سبتمبر المأساوية هي الأحداث التي ارتبطت باسمه " أحداث 11 سبتمبر " 2001 ، وانهيار برجي التجارة العالمية ، و رحيل الزعيم المصري جمال عبد الناصر المفاجئ في 28 سبتمبر 1970 في وقت كانت تحتل فيه إسرائيل قطاعات عريضة من الوطن العربي ، وأيضا مذبحة صابرا و شاتيلا التي حدثت في نفس الشهر .
العالم قبل 11 سبتمبر يختلف عن العالم قبله ، هذه هي الجملة التي أصبحت الأشهر على ألسنة السياسيين في إشارة إلى التغيير الذي أحدثته أحداث 11 سبتمبر في العالم كله ، في صباح ذلك اليوم أقلعت طائرتان من مطار بوسطن في طريقهما إلى لوس أنجلوس ، غير أن رسل الموت شاءت أن يكون لها طريق آخر ، فارتطمت إحداهما بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي ،وارتطمت والثانية بعدها ب 18دقيقة بالبرج الجنوبي للمركز وبعد حوالي ساعة ارتطمت طائرة ثالثة بالجانب الغربي لمبنى البنتاجون وسقطت الطائرة الرابعة قرب بنسلفانيا ، كان مشهدا لا يمكن محوه من ذاكرة التاريخ ، و كان العالم كله يشاهد الحدث في نفس اللحظة ، وهو يعتقد أنه يرى مجرد فيلم أمريكي مبهر ، هذه الأحداث التي أسفرت عن مقتل قرابة ثلاثة آلف أميركي ترتب عليها احتلال أفغانستان ، وسقوط دولة طالبان ، و احتلال العراق فيما بعد بحجة مطاردة الإرهاب وبدء الحرب العالمية على الإرهاب والتي كانت تقودها أميركا بمنطق من ليس معنا فهو ضدنا ، ووضع أسامة بن لادن وأيمن الظواهري على قمة المطلوبين في العالم ، وبالنسبة للعالم العربي فقد أصبحت النظرة التي توجه إلى أي شخص على أنه إرهابي حتى يثبت العكس .
إذا كانت أحداث 11 سبتمبر هي الأشهر فإن هناك عشرات الأحداث لا يمكن محوها من ذاكرة التاريخ سجلت في صفحات هذا الشهر ، ففي سنة 1939 في الساعة الرابعة وخمس وأربعين دقيقة فجر هذا اليوم بدأت الحرب العالمية الثانية بغزو ألمانيا لبولندا وفي سنة 1666 بدء حريق لندن الكبير الذي استمر خمسة أيام وأتى على المدينة كلها وإذا عدنا للخلف قليلا في التاريخ ففي 4 من هذا الشهر سنة 1870 كانت هزيمة نابليون الثالث إمبراطور فرنسا أمام القوات الألمانية ووقوعه أسيراً في يد الألمان ، أما التاريخ العربي فهو يذخر بعشرات الأحداث المأساوية ، معظمها متعلق بالصراع العربي الإسرائيلي ففي هذا الشهر سنة 1978 بدأت مباحثات كامب ديفيد التي استمرت حتى السابع عشر من ذات الشهر وأسفرت عن توقيع وثيقتين بين مصر وإسرائيل ، وهو نفس الشهر أيضا الذي شهد توقيع اتفاقية أوسلو لذا يعتبره أعداء التطبيع شهرا سيء السمعة ، وفي عام 1922 إعلان الوصاية البريطانية على فلسطين ، ويوم 14 من هذا الشهر سنة 1982 كان اغتيال الرئيس اللبناني بشير الجميل ، وفي اليوم التالي كان غزو إسرائيل الشامل لمدينة بيروت في أعقاب الاغتيال ، وفي سنة 1931 حاكمت السلطات الإيطالية الزعيم الليبي عمر المختار وحكمت عليه بالإعدام ، ونفذ الحكم في نفس الشهر ، وفي سنة 1882 احتلت القوات البريطانية القاهرة، وكان استسلام أحمد عرابي ونفيه إلى سيلان ، وفي سبتمبر 1991 تم فرض عقوبات على العراق استمرت أحد عشر عاماً قبل أن يدخل العراق في دوامة الاحتلال الأميركي
وفي سنة 1967 تم إعلان وفاة المشير عبد الحكيم عامر منتحرا بالسم عقب هزيمة يونيه ، والتي اصطلح على تسميتها بالنكسة .
وإذا كان وزير دفاع عبد الناصر انتحر في شهر سبتمبر ، فإن عبد الناصر نفسه ، فارق الحياة في نفس الشهر عام 1970 ، تاركا بعد أن خاض حرب الاستنزاف مع إسرائيل ، لتدخل مصر مرحلة جديدة ومختلفة مع العالم العربي مع بداية حكم الرئيس محمد أنور السادات ، لكن نهاية الرئيس السادات كانت بدايتها في شهر سبتمبر أيضا حين أصدر ما عرف بقرارات سبتمبر السوداء ، في 5 سبتمبر 1981 ، حيث قرر اعتقال النخبة المثقفة والسياسية والدينية و الصحفية والطلابية بجميع انتماءاتها ومراكزها وأعمارها وإلقائهم في السجن ، وقال خطبته الشهيرة في هذا اليوم والتي اقتص فيها من خصومه ، ويعبر المؤرخون أن هذه الأحداث كانت بداية نهاية السادات ، فيعد شهر ويوم تم اغتياله إثناء حضوره عرضا عسكريا بمناسبة انتصارات حرب أكتوبر .
أما لقب أيلول الأسود فقد أطلق على شهر سبتمبر 1970 والذي شهد قتالاً طاحناً بين الجيش الأردني والحركات الفلسطينية بالأردن وسقط فيه مئات الشهداء من الجانبين ، بأيد عربية ، وهي الأحداث التي أدت إلى خروج المقاومة الفلسطينية من الأردن إلى لبنان ، و تشكلت على خلفية هذه الأحداث منظمة أيلول الأسود التي نفذت عملية اغتيال أحد عشر رياضيا إسرائيليا في دورة الألعاب الاولمبية لعام 1972 في ميونخ بألمانيا، واغتيال رئيس الوزراء الأردني وصفي التل في القاهرة في 1971 الذي حملته المنظمة أحداث أيلول الأسود ، وأحداث ميونيخ هي عملية فدائية فلسطينية تم تنفيذها خلال أولمبياد ميونيخ عام 1972. في هذه العملية تم احتجاز 11 رياضي إسرائيلي في القرية الأوليمبية في ميونيخ كرهائن من قبل فدائيين من منظمة " أيلول الأسود "، وكانت مطالب الفدائيين في هذه العملية الإفراج عن 200 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، وحاصرت الشرطة الألمانية المبنى ولكن الشرطة لم تفلح بتحرير الرهائن .
ويبدو أن التاريخ الفلسطيني الحديث ترتبط مآسيه بشكل ما بشهر سبتمبر ، فقد وقعت مذبحة صابرا وشاتيلا عام 1982 في هذا الشهر ببيروت والتي راح ضحيتها ما يزيد عن 4 ألاف فلسطيني ولبناني ، وفي السنوات الأخيرة وقعت أيضا مذبحة جباليا في هذا الشهر عام 2004 .
في عالم السياسة لا يمكن القول بالتفاؤل والتشاؤم ، فالأمور تكون محسوبة بطريقة أخرى ، لكن من يتأمل شهر سبتمبر وأحداثه المأساوية لا يملك إلا أن يصيح فيه : أيها الشهر .. ترفق .

هناك 8 تعليقات:

No Fear يقول...

السلام عليكم
أزيك يا أستاذ محمد عارفيني و لا لا
:)
صديق صاحب الشهبندر
الحمد لله الواحد نفد و عيد ميلاده في شهر أكتوبر بس للأسف أكتوبر شكله هيستغبي كمان معايا

غير معرف يقول...

رسالة من هيكل إلي يوسف القعيد .. لا أقترب من عمل أبنائي لأنني أعرف ما يكفي عن تربيتهم وتعليمهم
28/09/2008

> السيدة الجليلة قرينة الرئيس جمال عبدالناصر.. لا أسميها باسمها مجرداً

> لم أشاهد مسلسل «ناصر» لأنني كنت خارج مصر خلال الـ 15 يوماً الأولي من عرضه

> خلال دردشتنا تكلمنا عما يقال عن الشروق و كنت دقيقاً عندما ذكرت ترددي في حضور إفطارها

> كنت صادقاً عندما قلت إن سعادتي بأبنائي ليس لأنهم دكاترة > لم أدخل مكتب أي من أبنائي باستثناء علي > أذهب لعيادة علي.. فأنا واحد من مرضاه

> استطاع علي «برعاية الله» أن يتصدي للسرطان عندما طرق بابي ولو إلي حين

> أنت تعرف إعجابي بما تكتبه أدباً وفناَ وكذلك صحافة > ما زالت ذاكرتي وفية لي ودعائي إلي الله أن يدوم وفاؤها بقدر ما بقي لي من العمر

> ذهبت مع التابعي للقيادة غداة الثورة للإفراج عن مصطفي وعلي أمين > اعتقل رجال الثورة الأخوين أمين بناء علي بلاغ تقدم به ضدهما أحمد أبو الفتح




عزيزي الأستاذ «يوسف القعيد»

إنك كنت سخياً وكريماً فيما نقلته من أطراف ما شسميته أنت «دردشة» معي استغرقت ثلاث صفحات من جريدة الدستور الأسبوعية في عددها الصادر صباح اليوم «الأربعاء 24 سبتمبر 2008».

وقد تفضلت أنت بتنبيه قرائك إلي أنني - دون اطلاع علي نصوص ما كتبت - لم أكن متحمساً لنشر شيء عن لقائنا، وإنني أثناء اتصال تليفوني أبديت نصف موافقة أو ربع موافقة، تاركاً لك في النهاية أن تتصرف كما تري.

ولقد قرأت ما تفضلت بنشره - عن ذلك اللقاء - معتمداً فيه علي ذاكرتك، وتوقفت لبعض الوقت أمام مواضع فيه رأيت معها أن أعود بدوري إلي ذاكرتي، بظن أن هناك فارقاً بين ذاكرة أديب مرموق مثلك، وذاكرة صحفي مثلي.

ذاكرة الأديب عادة وعاء كبير يمتزج فيها المخزون في الوعي أو اللاوعي مع الطاريء عليه مع حياة كل يوم، وهناك تتم عملية الخلق الفني، أما ذاكرة الصحفي فهي وعاء من نوع آخر أشبه ما يكون بخزانة المحفوظات.. سجلات محددة مفهرسة «أو هكذا يجب أن تكون».

وأتمني بهذه السطور أن أحدد بعض نقاط لفتتني إليها ذاكرة الصحفي:

> أولاً وقبل أي شئ هناك ملاحظة تتعلق بما ورد عن السيدة الجليلة قرينة الرئيس «جمال عبد الناصر»، فأنا عادة لا أسميها باسمها مجرداً، لأن ذلك تزيد لم أسمح لنفسي به في حضورها أو في غيابها، فاسمها عندي دائم مسبوق بلقب «السيدة» أو ملحوق بوصف اجتماعي اصطلح عليه في مثل مقامها.

ثم إن السيدة «تحية» لم تتدخل في تسمية ابني الأول، ولعله كان تساؤلاً بإشارة رقيقة وحاضرة علي نحو ما في كلامها، ولقد كان يشرفني أن أسمي أحد أبنائي باسم ذلك الرجل النادر في التاريخ المصري. لكني ولأسباب عديدة اخترت أسماء عربية شائعة، قصيرة، وتقليدية.

> هناك ملاحظة تتعلق بمسلسل عن حياة «جمال عبدالناصر» فقد قلت في «دردشتك» أنني لم أشاهد حلقاته، وهذا صحيح، لكن السبب يعود إلي أنني كنت خارج مصر إلي منتصف شهر سبتمبر. وبالتالي فاتني نصف المسلسل، ولم يكن عدلاً أن أدخل علي عمل فني مع أول فتحة علي الطريق، لأن ذلك ظلم له ولأصحابه.

صحيح أنا لي رأي في المسلسلات التي تتناول بالدراما حياة الشخصيات التاريخية، خصوصاً: إذا كانت صورهم الحية لا تزال ماثلة في بصر الناس وسمعهم، والشاهد أن ملخص رأيي كما تفضلت ونقلت عني أن التعرض الوثائقي - وليس الدرامي - في مثل هذه الحالات أكثر ملاءمة - لكن الواقع العملي أن دراما التاريخ دخلت حياتنا الفنية، وبالتالي أصبحت ممارسة معتادة وشائعة بصرف النظر عن اختلاف رأيي مع غيري، أو اختلاف هذا الغير معي!

وليس لي أن أحكم علي عمل أعرف صدق نية القائمين عليه، وأقدر الجهد الذي بذلوه، وأحترم إخلاصهم لجماهير تكالبت عليها الصور وتراكمت، وإنما يكون لي ولغيري أن نترك الأمر لمشاهدين لديهم الحس الصافي والوعي النزيه، ليقبلوا أو يعرضوا.

> هناك ملاحظة تتعلق بمقارنة بين الدستور الأسبوعي والدستور اليومي أشرت إليها في «دردشتك»، وحتي دون الرجوع إلي ذاكرة الصحفي فأنا لا أستطيع أن أعقد مقارنة أفضل بها أحدهما علي الآخر، ذلك أن الصحفي عندي - وليس ذاكرة الصحفي فقط - يعلمني أن المقارنة بين اليومي والأسبوعي ليست في مكانها، فكل منهما نوع، وعندما تختلف الأنواع فليس هناك حسابات بالجمع أو الطرح، أعني بالإضافة أو الخصم.

> هناك ملاحظة تتصل بما ورد في دردشتك عن أبنائي، فأنت صادق إلي أبعد مدي فيما نقلته من سعادتي بهم، فهم في يقيني أعظم نعم الله عليّ، ولعلمك فإن سعادتي بهم ليست لأنهم دكاترة كما تفضلت وكتبت، فالألقاب العلمية في عالمنا العربي بـ «الزاف» كما يقول إخواننا في الجزائر، وربما تستعيد ذاكرتك أن حديث الدرجات العلمية ورد في سياق «دردشتنا» عندما استذكرت أنت عن «إدوارد سعيد» أن لقب دكتور لا يصح أن يستعمل خارج الجامعة، وإلي حد ما فإن ذلك هو العُرف، فاللقب أكاديمي ومكانه داخل الجامعة، لكننا كالعادة سحبنا الأشياء إلي ما وراء حدودها.

ولقد شاع تقليد استعمال لقب الدكتور أو اختصاره في حرف الدال ربما تشبهاً بصديقي القديم «هنري كيسنجر»، لكن من أخذوا بهذا التقليد نسوا أن «هنري كيسنجر» كان أستاذاً متفرغاً في جامعة هارفارد، ثم إنه ظل حتي أثناء عمله في البيت الأبيض مستشاراً للأمن ووزيراً للخارجية مع الرئيس «نيكسون».

> ولقد استدعت «دردشتك» ذكر أبنائي في صدد حديث جريدة يعتزم صديقنا «إبراهيم المعلم» إصدارها، وذكرت بدقة أنني كنت متردداً في حضور إفطار «دار الشروق» حتي لا أسبب حرجاً له وهو ناشرها، فقد أشيع أن التصريح له بنشرها تأخر بدعوي أنني علي صلة بها، لأن شركة يسهم فيها ويديرها «أحمد هيكل» اشترت بعضاً من أسهم شركة مطابع الشروق.

وفي ذاكرتي أنني خلال «دردشتك» لاحظت أن ذلك ما يُقال لكنني لا أعرف إذا كان القول صحيحاً أو غير صحيح، لأنها كقاعدة لدي - بل كقانون - لا أقترب من عمل أبنائي، ذلك أنني أعرف ما يكفيني عن نشأتهم وعن تربيتهم وعن تعليمهم وعن مجموعة القيم التي تحكم تصرفهم، أما فيما عدا ذلك فهو باستمرار خيارهم، بالإضافة إلي أنني من مدرسة تعرف أنه ليس من حق جيل الآباء اقتحام حياة جيل الأبناء ولا حتي بالسؤال، فأنا لم أرد ولا أريد لأحد من أبنائي أن يكون غير نفسه، وأن يكون حراً مع عصره وزمانه، فتلك الحرية هي حركة التطور الإنساني ذاته بل دافعه، فالآباء كنسق عام حياة في الماضي، والأبناء بنفس المعيار حياة في الحاضر، خصوصاً إذا كان هذا الحاضر موصولاً بالعالم وبالكون علي اتساعه! وكذلك فإنه يكفيني أن أري أبنائي أمامي أو من حولي، راضين فأرضي، أو منشغلين فأنشغل، وكله بالنظر لا سؤال ولا جواب.

ولعلمك فإنني لم أدخل مكتب أي من أبنائي قصداً، باستثناء مكتب «علي» وهو أستاذ في كلية الطب، وله عيادة يرعي فيها مرضاه وأنا منهم، فقد أخذ علي نفسه مهام صحتي، وكان حاجباً عني إزاء زيارات طرق فيها السرطان بابي أكثر من مرة، واستطاع (برعاية الله) أن يتصدي للزائر الملح وأن يقنعه - حتي الآن - أن يتركني وشأني ولو إلي حين.

> في ذاكرة صحفي أيضاً أنني في ذلك المشهد الذي تفضلت بنقله عن اللواء «محمد نجيب»، ورد فيه وصف «محمد بيه»، (كان اللواء «محمد نجيب» وغيره بمن فيهم الأستاذ «علي أمين» ينادونني عادة بـ «هيكل»)، والحقيقة أن ذلك اللقب الذي ورد علي لسان اللواء «نجيب» لم يكن موجهاً إليّ، وإنما كان للأستاذ «محمد التابعي» الذي كان معي حين ذهبنا سوية إليه في القيادة نرجوه غداة يوم الثورة أن يأمر بالإفراج عن الأستاذين «مصطفي أمين» و«علي أمين» أصحاب أخبار اليوم، وكان اعتقالهما قد جري قبل ذلك بساعات بسبب بلاغ ضدهما تقدم به الأستاذ «أحمد أبو الفتح» إذا لم تكن ذاكرة الصحفي قد خانته وظني وأملي أن ذاكرة الصحفي لا تزال وفية له، ودعائي إلي الله أن يدوم وفاؤها بقدر ما بقي من عمره.

> هناك ملاحظات أخري في هذا الحوار بين ذاكرة أديب وذاكرة صحفي، لكنها مما نستطيع أن نعود إليه في «دردشة» أخري نحتفظ بوقائعها دون نصف موافقة أو ربع موافقة.

إنني أكتب إليك هذه السطور واثقاً أنك تعرف تقديري لك، وإعجابي بما تكتبه أدباً وفناً وكذلك صحافة، مع أنني واحد من الذين يعتقدون أن الأدب والفن أحق بك وأنفع لنا.

وسلمت في النهاية لكل أصدقائك ومحبيك وأنا واحد منهم.

مع كل التقدير وموفور الاحترام

محمد حسنين هيكل


من نبيل سيف

غير معرف يقول...

عزيزى محمد

سبتمبر هو شهر الدم والدوه والمعجزات فقد سقط سهوا منك رحيل سعد زغلول واحمد عرابى فى هذا الشهر و شنق طومان باى على باب زويلة واغتيال كليبر على يد سليمام الحلبى و مصرع المشير احمد بدوى فى حادث الطائرة عام 1980 و ثورة اليمن ضد الامام احمد و مصرع عدنان خيراللة وزير الدفاع العراقى فى حادث طائرة ،وكشف حقيقة يوسف القعيد بقلم هيكل فلى رسالتة الشهيرة
نبيل سيف
نبيل سيف

غير معرف يقول...

رسالة من هيكل إلي يوسف القعيد .. لا أقترب من عمل أبنائي لأنني أعرف ما يكفي عن تربيتهم وتعليمهم
28/09/2008

> السيدة الجليلة قرينة الرئيس جمال عبدالناصر.. لا أسميها باسمها مجرداً

> لم أشاهد مسلسل «ناصر» لأنني كنت خارج مصر خلال الـ 15 يوماً الأولي من عرضه

> خلال دردشتنا تكلمنا عما يقال عن الشروق و كنت دقيقاً عندما ذكرت ترددي في حضور إفطارها

> كنت صادقاً عندما قلت إن سعادتي بأبنائي ليس لأنهم دكاترة > لم أدخل مكتب أي من أبنائي باستثناء علي > أذهب لعيادة علي.. فأنا واحد من مرضاه

> استطاع علي «برعاية الله» أن يتصدي للسرطان عندما طرق بابي ولو إلي حين

> أنت تعرف إعجابي بما تكتبه أدباً وفناَ وكذلك صحافة > ما زالت ذاكرتي وفية لي ودعائي إلي الله أن يدوم وفاؤها بقدر ما بقي لي من العمر

> ذهبت مع التابعي للقيادة غداة الثورة للإفراج عن مصطفي وعلي أمين > اعتقل رجال الثورة الأخوين أمين بناء علي بلاغ تقدم به ضدهما أحمد أبو الفتح




عزيزي الأستاذ «يوسف القعيد»

إنك كنت سخياً وكريماً فيما نقلته من أطراف ما شسميته أنت «دردشة» معي استغرقت ثلاث صفحات من جريدة الدستور الأسبوعية في عددها الصادر صباح اليوم «الأربعاء 24 سبتمبر 2008».

وقد تفضلت أنت بتنبيه قرائك إلي أنني - دون اطلاع علي نصوص ما كتبت - لم أكن متحمساً لنشر شيء عن لقائنا، وإنني أثناء اتصال تليفوني أبديت نصف موافقة أو ربع موافقة، تاركاً لك في النهاية أن تتصرف كما تري.

ولقد قرأت ما تفضلت بنشره - عن ذلك اللقاء - معتمداً فيه علي ذاكرتك، وتوقفت لبعض الوقت أمام مواضع فيه رأيت معها أن أعود بدوري إلي ذاكرتي، بظن أن هناك فارقاً بين ذاكرة أديب مرموق مثلك، وذاكرة صحفي مثلي.

ذاكرة الأديب عادة وعاء كبير يمتزج فيها المخزون في الوعي أو اللاوعي مع الطاريء عليه مع حياة كل يوم، وهناك تتم عملية الخلق الفني، أما ذاكرة الصحفي فهي وعاء من نوع آخر أشبه ما يكون بخزانة المحفوظات.. سجلات محددة مفهرسة «أو هكذا يجب أن تكون».

وأتمني بهذه السطور أن أحدد بعض نقاط لفتتني إليها ذاكرة الصحفي:

> أولاً وقبل أي شئ هناك ملاحظة تتعلق بما ورد عن السيدة الجليلة قرينة الرئيس «جمال عبد الناصر»، فأنا عادة لا أسميها باسمها مجرداً، لأن ذلك تزيد لم أسمح لنفسي به في حضورها أو في غيابها، فاسمها عندي دائم مسبوق بلقب «السيدة» أو ملحوق بوصف اجتماعي اصطلح عليه في مثل مقامها.

ثم إن السيدة «تحية» لم تتدخل في تسمية ابني الأول، ولعله كان تساؤلاً بإشارة رقيقة وحاضرة علي نحو ما في كلامها، ولقد كان يشرفني أن أسمي أحد أبنائي باسم ذلك الرجل النادر في التاريخ المصري. لكني ولأسباب عديدة اخترت أسماء عربية شائعة، قصيرة، وتقليدية.

> هناك ملاحظة تتعلق بمسلسل عن حياة «جمال عبدالناصر» فقد قلت في «دردشتك» أنني لم أشاهد حلقاته، وهذا صحيح، لكن السبب يعود إلي أنني كنت خارج مصر إلي منتصف شهر سبتمبر. وبالتالي فاتني نصف المسلسل، ولم يكن عدلاً أن أدخل علي عمل فني مع أول فتحة علي الطريق، لأن ذلك ظلم له ولأصحابه.

صحيح أنا لي رأي في المسلسلات التي تتناول بالدراما حياة الشخصيات التاريخية، خصوصاً: إذا كانت صورهم الحية لا تزال ماثلة في بصر الناس وسمعهم، والشاهد أن ملخص رأيي كما تفضلت ونقلت عني أن التعرض الوثائقي - وليس الدرامي - في مثل هذه الحالات أكثر ملاءمة - لكن الواقع العملي أن دراما التاريخ دخلت حياتنا الفنية، وبالتالي أصبحت ممارسة معتادة وشائعة بصرف النظر عن اختلاف رأيي مع غيري، أو اختلاف هذا الغير معي!

وليس لي أن أحكم علي عمل أعرف صدق نية القائمين عليه، وأقدر الجهد الذي بذلوه، وأحترم إخلاصهم لجماهير تكالبت عليها الصور وتراكمت، وإنما يكون لي ولغيري أن نترك الأمر لمشاهدين لديهم الحس الصافي والوعي النزيه، ليقبلوا أو يعرضوا.

> هناك ملاحظة تتعلق بمقارنة بين الدستور الأسبوعي والدستور اليومي أشرت إليها في «دردشتك»، وحتي دون الرجوع إلي ذاكرة الصحفي فأنا لا أستطيع أن أعقد مقارنة أفضل بها أحدهما علي الآخر، ذلك أن الصحفي عندي - وليس ذاكرة الصحفي فقط - يعلمني أن المقارنة بين اليومي والأسبوعي ليست في مكانها، فكل منهما نوع، وعندما تختلف الأنواع فليس هناك حسابات بالجمع أو الطرح، أعني بالإضافة أو الخصم.

> هناك ملاحظة تتصل بما ورد في دردشتك عن أبنائي، فأنت صادق إلي أبعد مدي فيما نقلته من سعادتي بهم، فهم في يقيني أعظم نعم الله عليّ، ولعلمك فإن سعادتي بهم ليست لأنهم دكاترة كما تفضلت وكتبت، فالألقاب العلمية في عالمنا العربي بـ «الزاف» كما يقول إخواننا في الجزائر، وربما تستعيد ذاكرتك أن حديث الدرجات العلمية ورد في سياق «دردشتنا» عندما استذكرت أنت عن «إدوارد سعيد» أن لقب دكتور لا يصح أن يستعمل خارج الجامعة، وإلي حد ما فإن ذلك هو العُرف، فاللقب أكاديمي ومكانه داخل الجامعة، لكننا كالعادة سحبنا الأشياء إلي ما وراء حدودها.

ولقد شاع تقليد استعمال لقب الدكتور أو اختصاره في حرف الدال ربما تشبهاً بصديقي القديم «هنري كيسنجر»، لكن من أخذوا بهذا التقليد نسوا أن «هنري كيسنجر» كان أستاذاً متفرغاً في جامعة هارفارد، ثم إنه ظل حتي أثناء عمله في البيت الأبيض مستشاراً للأمن ووزيراً للخارجية مع الرئيس «نيكسون».

> ولقد استدعت «دردشتك» ذكر أبنائي في صدد حديث جريدة يعتزم صديقنا «إبراهيم المعلم» إصدارها، وذكرت بدقة أنني كنت متردداً في حضور إفطار «دار الشروق» حتي لا أسبب حرجاً له وهو ناشرها، فقد أشيع أن التصريح له بنشرها تأخر بدعوي أنني علي صلة بها، لأن شركة يسهم فيها ويديرها «أحمد هيكل» اشترت بعضاً من أسهم شركة مطابع الشروق.

وفي ذاكرتي أنني خلال «دردشتك» لاحظت أن ذلك ما يُقال لكنني لا أعرف إذا كان القول صحيحاً أو غير صحيح، لأنها كقاعدة لدي - بل كقانون - لا أقترب من عمل أبنائي، ذلك أنني أعرف ما يكفيني عن نشأتهم وعن تربيتهم وعن تعليمهم وعن مجموعة القيم التي تحكم تصرفهم، أما فيما عدا ذلك فهو باستمرار خيارهم، بالإضافة إلي أنني من مدرسة تعرف أنه ليس من حق جيل الآباء اقتحام حياة جيل الأبناء ولا حتي بالسؤال، فأنا لم أرد ولا أريد لأحد من أبنائي أن يكون غير نفسه، وأن يكون حراً مع عصره وزمانه، فتلك الحرية هي حركة التطور الإنساني ذاته بل دافعه، فالآباء كنسق عام حياة في الماضي، والأبناء بنفس المعيار حياة في الحاضر، خصوصاً إذا كان هذا الحاضر موصولاً بالعالم وبالكون علي اتساعه! وكذلك فإنه يكفيني أن أري أبنائي أمامي أو من حولي، راضين فأرضي، أو منشغلين فأنشغل، وكله بالنظر لا سؤال ولا جواب.

ولعلمك فإنني لم أدخل مكتب أي من أبنائي قصداً، باستثناء مكتب «علي» وهو أستاذ في كلية الطب، وله عيادة يرعي فيها مرضاه وأنا منهم، فقد أخذ علي نفسه مهام صحتي، وكان حاجباً عني إزاء زيارات طرق فيها السرطان بابي أكثر من مرة، واستطاع (برعاية الله) أن يتصدي للزائر الملح وأن يقنعه - حتي الآن - أن يتركني وشأني ولو إلي حين.

> في ذاكرة صحفي أيضاً أنني في ذلك المشهد الذي تفضلت بنقله عن اللواء «محمد نجيب»، ورد فيه وصف «محمد بيه»، (كان اللواء «محمد نجيب» وغيره بمن فيهم الأستاذ «علي أمين» ينادونني عادة بـ «هيكل»)، والحقيقة أن ذلك اللقب الذي ورد علي لسان اللواء «نجيب» لم يكن موجهاً إليّ، وإنما كان للأستاذ «محمد التابعي» الذي كان معي حين ذهبنا سوية إليه في القيادة نرجوه غداة يوم الثورة أن يأمر بالإفراج عن الأستاذين «مصطفي أمين» و«علي أمين» أصحاب أخبار اليوم، وكان اعتقالهما قد جري قبل ذلك بساعات بسبب بلاغ ضدهما تقدم به الأستاذ «أحمد أبو الفتح» إذا لم تكن ذاكرة الصحفي قد خانته وظني وأملي أن ذاكرة الصحفي لا تزال وفية له، ودعائي إلي الله أن يدوم وفاؤها بقدر ما بقي من عمره.

> هناك ملاحظات أخري في هذا الحوار بين ذاكرة أديب وذاكرة صحفي، لكنها مما نستطيع أن نعود إليه في «دردشة» أخري نحتفظ بوقائعها دون نصف موافقة أو ربع موافقة.

إنني أكتب إليك هذه السطور واثقاً أنك تعرف تقديري لك، وإعجابي بما تكتبه أدباً وفناً وكذلك صحافة، مع أنني واحد من الذين يعتقدون أن الأدب والفن أحق بك وأنفع لنا.

وسلمت في النهاية لكل أصدقائك ومحبيك وأنا واحد منهم.

مع كل التقدير وموفور الاحترام

محمد حسنين هيكل

أسما عواد يقول...

محمد
بوست جميل
اني اشوف كل المصايب دي في سبتمبر باستثناء ما حدث في 11 سبتمبر فانها كلها مصايب بالفعل
أضف لذلك اني ولدت في هذا الشهر
اليست كارثة حقيقية؟
تحياتي

محمد أبو زيد يقول...

NO FEAR

كيف حالك يا صديقي
لو أكتوبر قل بأصله معاك
قول لي وأنا أكتبلك بوست عنه أخليه يحرم

محمد أبو زيد يقول...

أسما

أنتي مواليد شهر سبتمبر ؟
بس أنا بتكلم عن شهر أيلول

من غير عنـــوان يقول...

طبعا لازم يكون ده من محمد أبوزيد...
استمعت بوجودي معك