25‏/08‏/2009

الهروب الكبير

أكثر من 60 مسلسلا رمضانيا ، وعشرات البرامج ، أي أنك إذا قررت أنك ستقاطع النور وستظل مستيقظا طوال ال24 ساعة ، وأن توقف عن العمل والسير في الشوارع والصلاة ، وأن تتفرغ فقط المسلسلات ، فإنك لن تشاهد أكثر من 24 مسلسلا على اعتبار أن هناك مسلسلا يعرض كل ساعة ، أي أنك في النهاية لن تتابع حتى ربع ما يقدم على الفضائيات
تحول التليفزيون في رمضان إلى عذاب للصائمين الذين أصبحوا يفكرون في إنهاء أعمالهم مبكرا ، والهرولة للحاق بحلقة جديدة من مسلسل جديد ، وفي ظل شعر الحصري ، تمت محاصرة المواطن الغلبان ، ولم يستطع فكاكا ، وفي حين ترفع قناة شعار " ما فيش حاجة حصري " ترفع قناة أخري " لأ .. فيه حاجات كثير حصري " ، وكنت أنتظر أن ترد قناة ثالثة عليهما بأنه " علي النعمة ما فيه حاجة حصري " ولا عزاء للمواطن المحصور.
لا أعرف كيف تحول رمضان إلى شهر درامي ـ نسبة إلى المسلسلات الدرامية ـ لكني أذكر أنه في صباي ـ كنا ننتظر الإفطار لنسمع بوجي وطمطم ، ثم فيما بعد بكار ، ثم أحد برامج الوكالات الإعلانية على القناة الثانية مثل كلام صريح جدا الذي كانت تقدمه منى الحسيني ، وكانت أية جملة تقال تصبح إفيها على لسان الجميع ، أو برنامج بدون كلام ، الذي تحول إلى لعبة شعبية في أوقات الفراغ ، أو مسلسلات من نوعية قط وفار ، وناس وناس و انت عامل إيه ، ثم نذهب لصلاة التراويح لنعود لنشاهد فوازير شريهان أو نيللي أو حتى نادين التي غنت " شلبية جارتي عاملة ، جلابية بارتي كاملة ، الكل معزوم فيها من الأسد للنملة " وألف ليلة وليلة ، ويمكن لمن يسهر أن يشاهد مسلسل يحيي الفخراني من ليالي الحلمية إلى نصف ربيع الآخر ، أو يسرا في حياة الجوهري ، .. ثم ننام ، وفي السحور يمكنك أن تشاهد المسحراتي والمسلسل الديني " القضاء في الإسلام " .
لم يكن الامر يتجاوز هذا كثيرا ، لكن ذكرياتي عن الدراما في رمضان ـ والتي كان البعض ينظر إليها على اعتبار أنها موسم جيد لعرض المسلسلات والإعلانات والبرامج ، من الممكن أن تتحول إلى نكتة في ظل ما يحدث الآن ، والذي لا يمكن أن نصفه إلا بما وصف سيد أبو حفيظة به برنامجه " الكابوس ".
هذه الحرب ، حرب داحس و الغبراء ، لا ، بل أشد ، أقصد حرب المسلسلات ، أشهدكم ، وأعلن أمامكم ، ومنذ بداية الشهر الفضيل ، قرارانسحابي منها مهزوما مدحورا ،بكامل إرادتي ، فلا ناقة لي ،ولا جمل ، ولا مسلسل ، ولا برنامج ، و لا سيت كوم ، أفر بجسدي فرار السليم من الأجرب ، وأعلن أنني أترك كل هذا الهراء ورائي رحمة بما تبقى من عقلي .

هناك 8 تعليقات:

مـحـمـد مـفـيـد يقول...

المثير ان تطالعك احدي الصحف بان ميزانيه عمل 40 مسلسل تم انتاجه خصيصاً لرمضان هي 700 مليون جنيه

خواطر شابة يقول...

انا ايضا وبمحض ارادتي قررت ان اقاطع المسلسلات في رمضان بمعنى لايكون عندي ارتباط باي شئ لدا عندما اجد نفسي امام التلفاز اتنقل بين ثلاث قنوات فقط اقرأ الرسالة الناس
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام

fawest يقول...

وحياتك يا أبو زيد
أنا خفت أتحول الحمار
فشلت الاريال
من على التلفزيون مش من عليا
هههه

أسما عواد يقول...

تعرف يا محمد
انا عملت زيك بالضبط
موش من السنة دي بس
أنا بقالي كم رمضان عاملة كده
على أية حال هما هيقعدوا يجتروا في المسلسلات دي بعد كده ويعيدوا فيها لما الناس تحفظها
المهم
كل سنة وانت طيب ورماش كريم

زيان وزيري يقول...

بصراحه يا ريت فيه وقت يا صديقي عشان نستريح فيه شويه و اعتقد لو فيه وقت و بتفرج علي التليفزيون اكيد مش هاعرف اتفرج علي مسلسل من بتوع السنه دي لانها عايزه مذاكره و انا مش بعرف اذاكر


كل سنه و انت طيب يا محمد

رمضان كريم

سيد الوكيل يقول...

أنا مثلك أحسست بالعجزعن متابعة ولومسلسل واحد ، لهذا قررت ألا أهتم،وتوقفت مشاهداتى عند لحظة الإفطار وبعده بوقت يكفى لشرب الشاى هههههههههههه
ولكن هناك سؤال ، هل نجح التلفزيون ، ومع كل هذا الزخم الرمضانى ، ان يخطفنا من الأنترنت
أنا شخصيا عدد ساعات تعاملى مع الكمبيوتر اضعاف عدد ساعات تعاملى مع التلفزيون ، مع العلم بأنى لا اتعامل مع التلفزيون إلا فى قنوات محدودة جدا ، أهمها الجزيرة الوثائقية .

عمرو يقول...

محمد أبو زيد
قرأت كل ما في هذه الصفحة من كلمات. كلمة واحدة في عقلي الآن تسبح بين الكثير من الأفكار وتطفو فوقهم.. مبدع
أنت مبدع يا محمد صدقني.. أستطيع أن أشم هذا بين أسطرك
أسعدك الله كما أسعدتني في هذه اللحظات القليلة
سأعود
:)

saso يقول...

كل سنة وانت طيب.. وفي انتظار الرواية المنشور فصل منها في تدوينة سابقة