01‏/10‏/2009

هل أنقذ الله اليونسكو من الفنان فاروق حسني ؟

على مدار سنوات عمري لم أعرف أن لمصر اسما آخر غير اسمها الذي ينادونها به في المنتديات الدولية " مصر " وأحيانا في الأغاني يدللونها ب " أم الدنيا " ، لذا كنت مذهولا عندما عرفت أن مصر خسرت في اليونسكو ، وليس فاروق حسني هو الذي خسر لأسباب انتخابية بحتة ، ولم أعرف حتى الآن متى أصبحت مصر تحمل اسم فاروق حسني ، ولا متى أصبح فاروق حسني يحمل اسم مصر ، وإلا كان من حق كل وزير في الوزارة أن يحمل نفس الاسم سواء كان فاسدا أو طالحا أو لصا ، أو فاشلا .
الذين يتحدثون عن أن مصر هي التي خسرت في الانتخابات قد لا يعرفون أن مصر لم تترشح أصلا ، هي نفسها لم تعرف أنها داخلة الانتخابات ، مصر كانت وقتها تقف في طابور الخبز لأولادها الذين ماتوا من الجوع والبطالة والأكل المروي بمياه المجاري ، والسؤال الأهم هنا : هل فاروق حسني هو الشخص الأمثل للتعبير عن ثقافة مصر وحضارتها وتاريخها للترشح للمنصب ، وهل كونه ظل في كرسي الوزارة رغم أنف آلاف المثقفين مبررا لذلك .
والذين يتحدثون عن مؤامرة وتربيطات لم يتعودوا على انتخابات شفافة بعيدة عن انتخابات الحزب الوطني ذات الصناديق " المتقفلة " مسبقا ، و" خد نص خمسين جنيه وانت داخل تصوت والنص التاني وانت خارج " ، فاروق حسني نفسه مارس في انتخابات اليونسكو لعبة التربيطات والضغوط ، أم أن الأمر حلال علينا حرام على غيرنا ، لسوء الحظ فاروق حسني أنه لم يكن مرشحا باسم الحزب الوطني ، ولم يكن من يقود له الحملة الانتخابية هو كمال الشاذلي ،ولم يهتف أمامه أحد " الأسفلت مولع ليه ، علشان فاروق ماشي عليه " ، لسوء حظه أنه خاض انتخابات عادية نزيهة فخسر كنتيجة متوقعة ، لكننا لم نتحمل هذا فأخذنا نروج لنظرية المؤامرة .
الشيء الذي يدعو للسخرية هو مانشيتات الصحف القومية التي تهاجم أمريكا وحوار الحضارات ، أليست هذه الصحف هي التي تروج لهذا الخطاب طوال الوقت ، وعندما فاز محمد البرادعي بمنصب الوكالة الدولية للطاقة الذرية ـ وهو أهم ـ دو ترشيح من الحكومة ـ لحسن حظه ـ لماذا لم تتحدث الصحف عن المؤامرة واللوبي الذي يتآمر ضد مصر ، الشيء الاكثر مدعاة للسخرية عندما تخرج صحيفة قومية تتباكي لأن الوزير المسلم لم يفز في الانتخابات ، مع أن فاروق حسني لا يحمل خطابا إسلاميا ، بل هو طول الوقت يفخر بعلمانيته ، ولا هو خطاب الصحيفة التي تفخر بنفس الشيء وتنتقد طوال الوقت الثوابت الإسلامية .
على مدار 22 عاما هي عمر الوزير فاروق حسني في وزارته ، لم يتوقف يوما عن إثارة الغبار والمشاكل ، ودفع المثقفين إلى حظيرته ، ومصادرة الكتب ، وارتداء زي الشيخ تارة ( في أزمة الثلاث روايات ) وزي الوزير العلماني تارة أخرى ( أزمة وليمة لأعشاب البحر ) و التصريح بما ليس هو موضوعه ( أزمة الحجاب ) والتراجع عن نفس التصريحات ( نفس الأزمة ) وحرق المثقفين ( حريق قصر ثقافة بني سويف ) والترغيب والترهيب والمنح والإبعاد ( ازمة جوائز الدولة كل عام ) الفساد المؤسسي ( أزمة حبس مساعده محمد فودة ) فضح المثقفين على يد موظفيه ( أزمة سكرتيره محمد عبد الواحد وكتابه مثقفون تحت الطلب ) انهيار آثار مصر (حريق المسافرخانة ونهب وسرقة منابر وأبواب المساجد التاريخية ) . .. هل نقول كمان ؟ ، إذن مع كل هذا النجاح الذي استمر 22 عاما ، كيف فكر الوزير الفنان أن يحمل اسم مصر مع كل هذه الإنجازات إلى اليونسكو دون أن يخسر ؟
السؤال الذي يجب طرحه الآن ، هل خسرت اليونسكو كثيرا بعدم فوز فاروق حسني بمنصب مديرها العام ، أم أن الله كان رحيما بها فأنقذها من براثن الوزير الفنان ؟
عزيزي القارئ : ارمي ورا ضهرك !!

هناك 4 تعليقات:

أسما عواد يقول...

ياه
بوست جامد يا ابو زيد
صراحة مفيش اوقع ولا اجمل منها
جمعة مباركة .. بيك وبكل اللي بتحبهم

Unknown يقول...

على مدار سنوات عمري لم أعرف أن لمصر اسما آخر غير اسمها الذي ينادونها به في المنتديات الدولية " مصر "


الكلمة دى بتلخص حاجات كتير قوى وممكن يتقفل بيها حفلة النقاشات والحوارات اللى اتفتحت دى

كراكيب نـهـى مـحمود يقول...

عملتها يا محمد

متغيرة شوية يقول...

السؤال اللي يطرح نفسه أصلا
هو فاروق حسنب كان مترشح بناء عن ايه؟!!