26‏/11‏/2011

وسعوا من وش العقلاء..في العباسية


لا تحلموا بعالم سعيد، فخلف كل قيصر "يخلع"، قيصر جديد. المجلس العسكري ما زال يسير على خطى مبارك، الذي تربى في كنفه، بالمسطرة، رئيس وزراء من عهد مبارك، ومظاهرة لتأييده من أنصار مبارك أيضا.
لا تحلموا بمجلس عسكري يأخذ قرارات ثورية أو يحل الأزمات بطريقة حاسمة، فالعسكري قرر أن يحل أزمة حكومة الإنقاذ الوطني بأن جاء بكمال الجنزوري، رئيسا للوزراء من على الرف الذي تركه مبارك، رافضا أن يأتي بالبرادعي الذي طلب صلاحيات "رئيس وزراء" حقيقية، لا أن يكون مجرد "سكرتارية" للمجلس.
المجلس العسكري ما زال يسير على خطى مبارك، ليس في قتل المتظاهرين، أو اختيار وزراء مبارك رؤساء لوزاراته فحسب، وإنما في حشد أنصاره، ليعلن أن له مؤيدين، لكنه قرر أمس أن ينقلهم من ميدان مصطفى محمود، إلى ميدان العباسية، بما يحمله ذلك من معان، ربما لقربه من المنشآت العسكرية، التي تواجهها عددا من المباني الحكومية، منها على سبيل المثال لا الحصر، مستشفى العباسية للأمراض النفسية.
المفارقة التي تؤكد أن المجلس العسكري يسير على خطى مبارك، هي أن من كانوا يؤيدون مبارك، أصبحوا يؤيدون العسكري الآن بدلا منه، ف"نزلاء" ميدان العباسية أمس، الذين رفعوا شعارات "إحنا آسفين يا عسكري"، لم يختلفوا كثيرا في عددهم الضئيل عن الذين رفعوا قبلهم، شعارات "إحنا آسفين يا ريس"، هي نفس الوجوه التي كانت تدين بالولاء لمبارك، ولكنهم قرروا هذه المرة أن ينقلوا أماكن تواجدهم من "شقة واحد صاحبهم"، ومن ميدان مصطفى محمود إلى ميدان العباسية، صغير المساحة ، والذي لا يصل حتى إلى نسبة 5 في المائة من مساحة ميدان التحرير.
هذه المساحة الصغيرة، والعدد الضئيل "لمرضى" الحكم العسكري، في "العباسية"، لم تشفع للتليفزيون المصري حتى يقول الحقيقة هذه المرة أيضا، بل أصر على مواصلة انحنائه لمن يملك، وتزييفه للحقيقة، حيث قسم الشاشة إلى نصفين، نصف للتحرير بدت فيه الصورة بعيدة غير واضحة المعالم، ونصف للعباسية، قامت الكاميرات بتقريبه، حتى يبدو عدد مريدي "العسكري"، كبيرا وواضحا، ومهولا.
الأمر لم ينته عند الصورة التي ينقلها التليفزيون المصري، فالمتحدثون والمراسلون، ظلوا يتحدثون عمن في العباسية، وكأنهم صوت العقل، الذي يريد الاستقرار، وهو ما يستدعي إلى الأذهان أوبريت العقلاء، في فيلم إسماعيل ياسين الشهير، الذي يقول "وسعوا من وش العقلاء".
ورغم العدد الضئيل لمحبي "العسكري"، في العباسية، فقد تردد، أن عددا كبيرا منهم، ما هم إلا بعض الجنود والمتقاعدين من العسكر الذين يرتدون زيا مدنيا، الذين يسكنون، بالمناسبة أيضا، في عمارات "الجيش"، القريبة من العباسية، وهو ما يذكر بما يفعلونه أيضا في مباريات طلائع الجيش، التي يرتدي فيها الجنود، ملابس مدنية، ويجلسون في المدرجات لتشجيع "زملائهم".
المشهد الذي بدت عليه مصر أمس، في ميداني التحرير، والعباسية، وأصر التليفزيون المصري على تأكيده، يؤكد أن مصر تسير إلى انقسام، بدأه المشير طنطاوي حين أكد في خطابه أنه قد يدعو إلى استفتاء حتى يرحل عن الحكم، واكتمل المشهد أمس بانقسام مصر إلى فريقين، واحد في "التحرير"، والثاني في "العباسية". وربما يكون لكل ميدان نصيب من اسمه.

هناك تعليقان (2):

جمال عبد الرحيم يقول...

أخي محمد أبو زيد
سعيد جدا لقراءة رأيك فيما يحدث الآن في مصر
ورغم أنني بعيد عن مصر بآلاف الكيلومترات
و رغم أنني كنت أيضا بعيد عنها أيام الثورة
إلا أن ما يحدث فيها يؤثر فينا بحق

يرفع ضغطنا أحياناً
و يصيبنا بخيبة أمل ثانية
و ربما رقصنا طرباً ثالثة

و لكن أصدقك القول :
حزنت جداً حينما رأيت إيميلك على شاشة التليفزيون المصري ( المنافق) وقت الثورة لإستلام ( إستغاثات الشرفاء )

لا أعلم هل قام ( أحدهم ) بوضع إيميلك على الشاشة للإساءة إليك أمام من يحبك ..
و لكنني على يقين من إخلاصلك لهذا الوطن
رغم اننا ( أنا و أنت و الكثيرين ) عشنا في جنوبه البائس .
تحياتي و تقديري ...

غير معرف يقول...

ثقافة الهزيمة .. عصابة البقرة الضاحكة 4


قال المهندس عبدالحكيم عبدالناصر عقب جولته بقرى الأصلاح الزراعى فى إيتاى البارود : «للأسف الذين قاموا بالثورة لم يحكموا، والثورة لازم تكمل حتى لا يورث الأغنياء الغنى، والفقراء الفقر». وأوضح أن عائدات قناة السويس منذ تأميمها بلغت نحو 73 مليار دولار، منها مليار واحد فى عهد عبدالناصر أقام به مشروع السد العالى، وكان يجب بناء 10 مشروعات مثله على الأقل، وقال: «لكن كلنا عارفين الفلوس راحت فين، وعارفين أننا بلد غنى يراد له الفقر».

...باقى المقال ضمن مجموعة مقالات ثقافة الهزيمة ( بقلم غريب المنسى ) بالرابط التالى www.ouregypt.us

ما يحدث الأن هو الأمتداد الطبيعى منذ أن وقعت مصر تحت سيطرة المخابرات الأمريكية من 1952 و لا تريد أبدا أن تترك مصر حرة و البركة فى العسكر رجال أمريكا فى مصر.