23‏/10‏/2017

Baby driver.. ماذا لو أخرجه تارانتينو؟


تذكرت المخرج الكبير كوينتن تارانتينو، بينما كنت أشاهد فيلم Baby driver أكثر من مرة. ليس فقط لأن الفيلم يدور في عوالم الجريمة التي تدور فيها معظم أفلام تارانتينو، بل لعدد من الإشارات ـ غير المقصودة ـ التي تضمنها، وتحيل إليه مباشرة.
أول هذه الإشارات كانت الحديث عن "الرومانسية الحقيقية"، لفظاً وبالشكل الذي قدمه تارانتينو في الفيلم الذي كتبه تارانينو في العام 1993 True Romance ، وأخرجه توني سكوت، وثانيها: هذا الولع بالموسيقى وبالحديث حولها ومشهد المطعم وهو ما ذكرني بالمشاهد الأولى في المطعم أيضاً من فيلم كلاب مستودع reservoir dogs والذي كتبه وأخرجه عام 1992، ناهيك عن الحوارات الغريبة والساخرة التي تذكر تماماً بحوارات تارانتينو.
لا أقصد هنا أن Baby driver استنساخ من أفلام أخرى، فإدغار رايت كاتب ومخرج  الفيلم، مخرج كبير، بل واشترك مع تارانتينو في إخراج فيلم Grindhouse  عام 2007. لكن أقصد أن "روح" كوينتن المتميزة في صنع هذه النوعية من الأفلام بدت حاضرة وبشدة في مشاهد الفيلم، وهو ما قد يراه البعض نقطة إيجابية.
لكن بعيداً عن هذا فـ Baby driver، فيلم يستحق الثناء، بداية من طاقم التمثيل الذي أضاف إليه كيفين سبيسي ثقلاً، والاختيار الموفق لبطله إنسيل إلغورت، مررواً بالسيناريو، وانتهاء بإخراج ممتيز . لكن الفيلم لا يتوقف عند هذا فقد استطاع أن يجمع بين أفلام الحركة والدراما والرومانسية والأكشن والموسيقى في بوتقة واحدة. وأكثر ما يميزه، أنه حول قصة عادية إلى فيلم غير عادي، وحول المشاهد التقليدية إلى مشاهد خارجة عن المألوف، حيث تم اختيار عدد من الأغنيات التي تتناسب تماماً مع مشاهد الحركة، لدرجة أنها تبدو كأنها رقصات غنائية وليست مشاهد مطاردات وعنف، (نستمع إلى أكثر من 30 أغنية على مدار الفيلم)  فصارت الموسيقى هي البطل الذي يحرك الأحداث، وكما أن الفيلم عن سرقات البنوك فنحن لم نر هذه السرقات بل نشاهد الترقب على وجه "بيبي" ونحن نستمع معه إلى موسيقاه.

لكن ثمة نقطتين تجلعان هذا الفيلم يختلف تماماً عن أفلام تارانتينو، أولاهما هي غياب بطله المفضل صمويل جاكسون، وإن كنت أظن أنه كان من الممكن أن يحل محل جيمي فوكس، النقطة الثانية الفاصلة هي النهاية، ففي حين قدم إدغار رايت نهاية لم ترق إلى جمال الفيلم، بأن استسلم "بيبي" في النهاية للشرطة، ففي ظني أن تارانتينو لم يكن ليسمح لهذه النهاية أن تحدث، ففي أفلامه ـ سواء تلك التي كتبها أو أخرجها ـ  بداية من "الرومانسية الحقيقية"، مرورواً بـ "جاكي براون"، لا تظهر الشرطة أبداً، بل يهرب المجرم الحالم بماله وجريمته مع قصة حب رومانسية، في سيارة تنطلق منها أغنية تقول كل شيء.

ليست هناك تعليقات: