10‏/08‏/2019

«عنكبوت في القلب»| هكذا حول أبو زيد أشعاره إلى رواية


تحرير:كريم محجوب
شهدت دار هن للنشر والتوزيع مساء الأمس حفل توقيع ومناقشة رواية "عنكبوت في القلب" الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، للشاعر محمد أبو زيد، الذي ناقشنا معه الرواية.
"مد يده إلى الداخل، إلى يسار جسده، لا هذه الأمعاء، لا أريد البنكرياس.. عندما ظفرت به يده نظر إليه (القلب) بأسى كان جزء كبيرا منه قد تفحم تمامًا وتساقط الرماد منه، والجزء الآخر أصبح مثل جمرة منطفئة، ومنه يبين شريان ينبض بوهن شديد، مثل كلب شوارع أصيب بطلق ناري وينازع الموت".. ما سبق فقرة من رواية، لا تصنف كرواية رعب أو يمكن اعتبارها أصلًا رواية بمقاييس الكتابة المتعارفة، وإنما أفكار خرجت من صُلب فكرة أساسية طاردت المؤلف سنين طوال فقرر أن يعرضها علينا عسى أن يجد في كتابتها إرضاءً لنا، أو على الأقل يسقط عبئها من فوق كاهله ويشاركنا إياها.
بطبيعة الحال من الصعب أن تسمع صوت الكاتب أو تجده يتحدث عن أعماله أو عما يجول بخاطره من أفكار، فصمته لا ينقطع وإذا أراد أن يحكي فإنه يكتب الشعر ولكي يستفيض كتب هذه الرواية.
رواية "عنكبوت في القلب"، للكاتب الصحفي والشاعر محمد أبو زيد، الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، كتبها على مدار 5 أعوام، وفور أن أتمها، قدمها إلى الكاتب الكبير سيد الوكيل لتقييمها، فرأى فيها الوكيل أنها أذابت الفوارق الفكرية بينهما، لما تحمله من أفكار، فـ"عنكبوت في القلب" لا يوجد بها مسافة بين الذات والموضوع، على حد وصف الوكيل، بل ذات الكاتب هي صلب الموضوع ومحوره، وأن هذه الرواية تفردت عن غيرها لا بالتقنية أو اللغة، وإنما بخصوصية التجربة الذاتية.
كما قال الروائي محمد الفخراني إن محمد سعى في الرواية لترجمة أفكاره لنص روائي من خلال وجهة نظره وتصوراته الفنية، وأن تلك الرواية هي استكمال لدواوين الكاتب الشعرية.
حالة من الاستغراب والدهشة انتابتنا، فدفعتنا لسؤال الكاتب عن علاقة دواوينه الشعرية بالرواية، وما تلك الفكرة الملحة التي دفعته لكتابتها؟
يجيب محمد: الرواية لا تقدم حدوتة عادية، بل تقدم جدلية علاقة بطل الرواية بالمؤلف والقارئ، وذلك على خلفية قصة بسيطة، وفيها لم أقصد أن أقدم طريقة مغايرة في أسلوب السرد؛ لأني لست روائياً، بل شاعر يكتب رواية، يرى أنها تكمل نقاطا معينة في مشروعه الشعري إذا جاز هذا التعبير، والرواية مكتوبة انطلاقا من هذا المفهوم، مكتوبة باعتبارها كتابة، أو قطعة بازل في لعبة الكتابة الكبيرة
ويفضل أبو زيد أن يتم النظر إلى الرواية من خلال قراءة أشعاره السابقة، لأنها إغلاق لقوس كبير ممتد قد فتح يمينه في ثاني دواوينه «قوم جلوس حولهم ماء»، ثم استمر القوس مفتوحًا فيما لحقه من دواوين وأغلق يساره بهذه الرواية.
«لم تحب ميرفت شيئا في حياتها مثل العناكب والقطط الضالة والتماسيح وآثار الأقدام الحافية على الرمال ومشاهدة الكتاكيت الصغيرة وبنسات الشعر لم تستطع أن تقتني تمساحًا في البيت لضيق المكان فرتبت الأركان بيوتا آمنة للعناكب. تدق على أبواب شقق الجيران وهي تمسك في يدها ممسحة الجدران تقول لهم وهي تقطر خجلًا هل من الممكن أن أنظف الجدران وقبل أن يجيب أحد تكون قد أصبحت داخل الشقة بالفعل، ترفع عصاها إلى ركن الحائط وتلفها بحرص حول بيوت العنكبوت الموجودة وعندما لا تجد تهز رأسها آسفة مصدومة وتغادر دون حرف واحد».. هذه شخصية ميرفت عبدالعزيز الذي قال عنها أبو زيد إنها من أتم بها الرواية عند تحديد مسارها داخل العمل.
ميرفت هي الشخصية المحورية في الرواية، التي استدعاها محمد بعد طول عشرة معها كشخصية شعرية في معظم دواوينه، ثم حولها لشخصية سردية تتمحور حولها الأحداث، بل يمكن القول إن تحركها، ووجودها في الرواية كان إجابة سؤال ظل الكاتب يطرحه على نفسه وهو كيفية تحول شخصية شعرية إلى كيان حقيقي من لحم ودم؟
..............
نشر في موقع جريدة التحرير ٠٣ مايو ٢٠١٩ - ٠٧:٠٠ م

 

هناك تعليق واحد:

mos854 يقول...

شركة مكافحة النمل الابيض بمكة
ان كنت تريد ان تتواصل مع شركة مكافحة النمل الابيض بمكة التى تساعدك على ان تتخلص من النمل الابيض بصورة نهائية عليك الاتصال بنا نحن افضل من يقدم مكافحة النمل الابيض بمكة كما اننا شركة مكافحة العته بمكة التى تستخدم افضل السموم والمبيدات الحشرية الامنة التى تساعدك على التخلص من حشرة العته نهائيا
شركة مكافحة العته بمكة
http://www.elbshayr.com/3/Pest-control