هناك صورة قديمة لأرصفة الليل مترسبة في ذاكرة العديد من الأجيال ، تبرز فيها فتاة الليل تستند على عامود نور ضوء ه شحيح ،وترتدي فستانا قصيرا ،وتدخن في شراهة ، فيما تمر بجوارها قطة سوداء .
هذه الصورة الكلاسيكية لليل ،ولأرصفته تبدو بعيدة إلى حد كبير عن رصيف الليل الحقيقي ، والذي يشبه حضن دافئ يربت على كتف الناس بعد مباراة من السرعة والتعب طوال النهار .
رصيف الليل يختلف عن رصيف النهار ، رصيف النهار مزدحم قاتل، قد يصيبك باليأس ، أناس تتدافع لتقضي حاجاتها ، لتعود إلى بيتها لتنام قليلا، لتهبط ليلا مرة أخرى إلي نفس الرصيف لكن وهم أكثر هدوءا للتمشية ، للجلوس علي المقهي ، لمقابلة الأصدقاء ، للوصول إلي حافة الرفض ، وهو الدور الذي يلعبه الرصيف ببراعة ، فهو أحيانا يمثل لدي البعض كسرا للرقابة ، فعليه يوجد كل شيء فمثلا عندما تمنع الرقابة فيلما، ستجده يباع في اليوم التالي علي الرصيف ، بعد أن تم تصويره ونسخه ، وعندما يتم منع كتاب يتم تصويره ونسخه ونشره بسرعة ،والرصيف هنا يمثل حافة المعجزة ،الطريق للقفز علي التابو ، الجنس والسياسة والدين.
على أرصفة الليل ،تجد الأزواج الجدد يفتشون في الفاترينات عن ملابس للبيبي المنتظر ، الأصدقاء القدامى يجلسون على مقهى ، المتعبين والفاقدين للأمل في بارات قديمة ، باعة جرائد الغد الذين يبيعونها بزيادة ربع جنيه ، الشحاذون بأشكالهم ووسائلهم المختلفة ، الازدحام أمام السينمات ، باعة المخدرات ، في الأزقة الجانبية ، عربات تلتقط فتيات ليل يختلفن عن الصورة الكلاسيكية ، على أرصفة الليل تجد الممنوعات بأشكالها المختلفة ، باعة السي ديهات الممنوعة ، والمزورة والمجلات الإباحية ، وتجار العملة ، ومروجي المخدرات ، ينشطن في هذه الفترة ، أيضا في الليل تتقاطر الضحكات الصافية من المقاهي المنتشرة على الأرصفة بعد تعب يوم كامل .
أرصفة الليل بيوت حقيقية ، يجدها البعض ملاذا آمنا ، ومهربا من " خنقة " النهار " ويجدها البعض الآخر فرصة للراحة ، واكتشاف جوانب جديدة للحياة ، لذا فإنك لا شك ستكتشف أن ثمة فارقا بين وجوه الناس بالليل ،ووجوههم بالنهار . .
مشكلة الأرصفة أنه لا يفكر فيها احد، في تجميلها ، لتحويلها إلي بيوت حقيقية ،مادام المصريون اعتبروها ، بيوتهم الثانية، قري مصر ، ومدنها الصغيرة ، ليس بها أرصفة، القاهرة بها ذلك ، القاهرة هي أرصفتها.
أواصل سيري ، أردد أغنية " رصيف نمرة خمسة والشارع زحام ، وساكت كلامنا ما لاقي كلام " انتقل من مقهى إلى مقهى ، من رصيف إلى رصيف ، من وجه إلى آخر ، ابحث عن وجه المدينة ، أتعثر ، تتلقفني يد المدينة، اقصد رصيفها .
هذه الصورة الكلاسيكية لليل ،ولأرصفته تبدو بعيدة إلى حد كبير عن رصيف الليل الحقيقي ، والذي يشبه حضن دافئ يربت على كتف الناس بعد مباراة من السرعة والتعب طوال النهار .
رصيف الليل يختلف عن رصيف النهار ، رصيف النهار مزدحم قاتل، قد يصيبك باليأس ، أناس تتدافع لتقضي حاجاتها ، لتعود إلى بيتها لتنام قليلا، لتهبط ليلا مرة أخرى إلي نفس الرصيف لكن وهم أكثر هدوءا للتمشية ، للجلوس علي المقهي ، لمقابلة الأصدقاء ، للوصول إلي حافة الرفض ، وهو الدور الذي يلعبه الرصيف ببراعة ، فهو أحيانا يمثل لدي البعض كسرا للرقابة ، فعليه يوجد كل شيء فمثلا عندما تمنع الرقابة فيلما، ستجده يباع في اليوم التالي علي الرصيف ، بعد أن تم تصويره ونسخه ، وعندما يتم منع كتاب يتم تصويره ونسخه ونشره بسرعة ،والرصيف هنا يمثل حافة المعجزة ،الطريق للقفز علي التابو ، الجنس والسياسة والدين.
على أرصفة الليل ،تجد الأزواج الجدد يفتشون في الفاترينات عن ملابس للبيبي المنتظر ، الأصدقاء القدامى يجلسون على مقهى ، المتعبين والفاقدين للأمل في بارات قديمة ، باعة جرائد الغد الذين يبيعونها بزيادة ربع جنيه ، الشحاذون بأشكالهم ووسائلهم المختلفة ، الازدحام أمام السينمات ، باعة المخدرات ، في الأزقة الجانبية ، عربات تلتقط فتيات ليل يختلفن عن الصورة الكلاسيكية ، على أرصفة الليل تجد الممنوعات بأشكالها المختلفة ، باعة السي ديهات الممنوعة ، والمزورة والمجلات الإباحية ، وتجار العملة ، ومروجي المخدرات ، ينشطن في هذه الفترة ، أيضا في الليل تتقاطر الضحكات الصافية من المقاهي المنتشرة على الأرصفة بعد تعب يوم كامل .
أرصفة الليل بيوت حقيقية ، يجدها البعض ملاذا آمنا ، ومهربا من " خنقة " النهار " ويجدها البعض الآخر فرصة للراحة ، واكتشاف جوانب جديدة للحياة ، لذا فإنك لا شك ستكتشف أن ثمة فارقا بين وجوه الناس بالليل ،ووجوههم بالنهار . .
مشكلة الأرصفة أنه لا يفكر فيها احد، في تجميلها ، لتحويلها إلي بيوت حقيقية ،مادام المصريون اعتبروها ، بيوتهم الثانية، قري مصر ، ومدنها الصغيرة ، ليس بها أرصفة، القاهرة بها ذلك ، القاهرة هي أرصفتها.
أواصل سيري ، أردد أغنية " رصيف نمرة خمسة والشارع زحام ، وساكت كلامنا ما لاقي كلام " انتقل من مقهى إلى مقهى ، من رصيف إلى رصيف ، من وجه إلى آخر ، ابحث عن وجه المدينة ، أتعثر ، تتلقفني يد المدينة، اقصد رصيفها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق