هل تعرف محطة مترو العتبة ، إذا قررت الخروج من الاتجاه الذي يذهب بك إلى ميدان العتبة ومسرح العرائس وسور الأزبكية ، فإنك ستجد أمامك أكبر رصيف تجاري ، ربما لا يشبهه سوى الرصيف المقابل لمسجد الفتح بميدان رمسيس ، على رصيف محطة مترو العتبة ستجد كل ما يخطر على بالك من منتجات ، وبأسعار لا منافس لها ، ورغم أن معظمها سيئة الصناعة ، أو صينية المورد ، إلا أن فقراء وبسطاء وموظفي مصر ، وهم الأغلبية يجدونها الأنسب لإمكاناتهم المادية ، رغم أنهم يعرفون سلفا أنهم عندما يشتون هذه السلع فلن تعمر معهم كثيرا .
في سوبر ماركت الرصيف مفتوح ،وهناك بالطبع قسم خاص للمرضى تباع فيه أدوية شعبية لأمراض شعبية أيضا ، أو مستعصية فشل الطب في إيجاد علاج نهائي لها ، يقبل عليها الناس بعد أن تعبوا من المشاوير المتكررة الأطباء قساة القلوب غلاة الثمن الذين لا يريدون أن يرحموهم ويعطوهم علاجا رخيص السعر ، ستجد جميع أنواع الملابس ، الداخلية بتنوعها البيولوجي، وحتى الخارجية بأشكالها المختلفة ، تقليد لماركات عالمية ، أدوات مكياج تجد إقبالا كبيرا لرخص ثمنها ، شرائط الكاسيت الجديدة بعد تزويرها ، سي ديهات لأفلام ممنوعة ، حقائب للسفر ، ولاعات ، وأدوات كهربائية ، إيريال تليفزيون يلتقط لك قنوات فضائية ، سمسمية وحلويات مشكوك في صلاحيتها للأكل ،أحذية ، وأدوات منزلية ، دقيقة المحمول بنصف جنيه ، كتب في السور ، أي حاجة بنصف جنيه ،ورود صناعية مناديل ، ساندويتشات ، لو خرجت قليلا على رصيف مسرح العرائس ستجد الباعة السودانيون يبيعون محافظ ، وأعشاب ، ومقويات جنسية ، لو مشيت على الرصيف المقابل لجراج الأوبرا ، ستجد باعة صحف وكشري وفول ومشبك ،وستجد بائعة فطير مشلتت والأغرب ستجد امرأة تبيع محشي ، لو دخلت في الشارع المقابل ، ستجد على الرصيف الموجد أمام كل محل باعة يبيعون كل شيء ، فقد قرروا أن يحولوا الرصيف إلى سوبر ماركت مفتوح ،وعلى الرغم من أن البعض يردد أن أصحاب المحلات هم من يعطون باعة الرصيف هذه البضاعة لتسريبها ،وتصريفها لعيوب فيها ، أو لإدراكهم أن الناس يقبلون عليهم أكثر ،فإن هذا لا يمنع أن الرصيف هو أكبر تجمع اقتصادي .
الرصيف هو سوبر ماركت الفقراء ، يتفرجون على المعروض في المحلات الفخمة ،ويذهبون للبحث عن تقليده على الأرصفة ، هم بالتأكيد يشعرون أن الأرصفة هي الأقرب إليهم ، هي التي تشبههم ، هي التي يستطيعون الاشتباك معها دون أن تقسو عليهم .
12/01/2007
سوبر ماركت الرصيف وشركاه
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق