12‏/01‏/2007

الأشهر

أشهر الأرصفة رصيف نمرة خمسة ، بعد إن مثل له فريد شوقي فيلما وغنى له عمرو دياب أغنية ، رغم أن الكثيرين لا يعرفون مكانه ، هناك أيضا رصيف التحرير الذي شهد تجمهرات كثيرة ومظاهرات عدة طوال نصف القرن الماضي، واستطاعت الدولة أن تحاصره، أن تسوره، أن تغلقه حتى على العشاق الذين يبحثون عن نسمة حب بدعوى تجميله، رصيف التحرير الذي يمتد بطول وعرض ودائرية ميدان التحرير من أشهر ارصفة مصر، يكفي ان تقول لصديقك سوف انتظرك في التحرير، أمام علي بابا، أو أمام «عم رمضان بتاع الجرايد»، أو أمام مقهي وادي النيل، أو أمام كشري هيلتون أو أمام المجمع، أو أمام تمثال عبد المنعم رياض، أو امام مسجد عمر مكرم، مئات الأماكن للانتظار في ميدان التحرير وفي رصيف التحرير ربما ليخلق بهذا وظيفة جديدة للرصيف لم تتحدث عنها من قبل نعم وظيفة الانتظار، فرغم أن الرصيف تمر به الحياة بسرعة، متدافعة متلاصقة، بلا دقيقة واحدة للتوقف والتقاط الأنفاس، إلا أن الانتظار أهم سمات الرصيف، أصدقاء ينتظرون بعضهم، عاشقون، أعداء، ولصوص أيضا.
هناك أيضا رصيف شارع عماد الدين ، فإلى جانب المئات الذين يسيرون للفرجة على محلاته واستوديوهاته القديمة ،هناك المئات الذين يقفون على أرصفته انتظارا لدخول السينمات الكثيرة المنتشرة بطوله ، ولا تنسوا رصيف شاع طلعت حرب والذي كانت له أهمية خاصة خلال القرن الماضي ، في بدايته كان يمشي عليه الأجانب والمثقفين للذهاب إلى جروبي لتناول الشاي وقراءة الصحف ، وفي الستينيات كان ملجئا للمثقفين المصريين الذين كانوا يفضلون الجلوس عليه أمام مقاهي أغلقت في السبعينيات مثل إسترا ، وايزافيتش ، وريش قبل أن تتحول .
سلم الجامعة ، المقولة الشهيرة ، لو اعتبرناه رصيفا ، فإنه سيكون الأشهر على الإطلاق ، يكفي فقط أن تستعيد الصورة الكلاسيكية للطلبة وهم يجلسون عليه في انتظار محاضراتهم ، أو للحديث عن المحاضرة السابقة والامتحانات والمستقبل والحب . .

ليست هناك تعليقات: