09‏/11‏/2006

جاموسة فوق السطح


اسمعوا هذه الحكاية " أرجو أن تصدقني فهذه حادثة وهي معروفة لأنني كتبت عنها فكان لها طعم الفضيحة، فقد فوجئت بأن فوق سطح البيت المجاور لنا وفي الدور العاشر: جاموسة، نعم ج.ا.م.و.س.ة، وأدهشني ذلك، فصعدت على السلم لأرى، وطلبت من أحد المصورين أن يلتقط صورة أوضح، جاموسة فوق السطوح، لا بد أن تأكل وأن تكون لها مخلفات وللمخلفات رائحة وأنها بحيرة جذب للذباب، وان هذا الذباب سوف ينتشر في كل الاتجاهات، أما الروائح ففي كل أنف، كيف؟ أما كيف فالأمر سهل، لقد أتوا بها صغيرة جداً، ودفعوها في الأسانسير إلى الطابق العلوي وتربت وترعرعت على هذا المستوى الرفيع ، وكان لا بد أن تختفي، وذبحوها واختفت، ولكن المعنى ما يزال قائماً: وهو أن آخرين عندهم نفس الاستعداد في جعل السطح حظيرة للطيور أو الأغنام ـ أغنام الضحية " هذه الحكاية الجميلة الغريبة هي حكاية شهيرة رواها الكاتب الكبير أنيس منصور ، لكنها تكشف أحد الأبواب السرية لأسطح القاهرة ، حيث يتحول السطح إلى شارع يحوي كل شيء ، حكيت لكممن قبل ، عن مقهى مقام فوق سطح ، ولا تسألني كيف يصل الناس إليه ، ولا من هم رواده ، لكن المأساة التي تكشفها الحكاية تنقسم إلى جزءين ، هو ضيق الشقق مما يدفع الناس بتهريب حاجياتهم إلى الأسطح ،والجانب الثاني أن هذه الأسطح في حالة غياب سمة السكنى عنها تتحول إلى سلة مهملات ، من الممكن أن تضع فبها أي شيء دون اهتمام بأن هذه الأسطح تسقط عليها عيون الجيران القريبة .

ليست هناك تعليقات: