" سطح منزلك القديم المليء بالمهملات، وازرعه بلون أخضر جميل "، ربما كانت الجملة السابقة تصلح كإعلان لا بأس به، ولكنها، في الحقيقة، مجمل الفكرة التي تبنتها الحملة التي قام بها عمرو خالد في مشروعه صناع الحياة ، فرغم الشهرة الكبيرة لعمرو خالد ، ورغم الالتفاف الغير مسبوق حوله من قبل قطاعات كبيرة من الشباب العربي ، إلا أن النجاح الحقيقي له في ظني في مشروعه الذي اقترب فيه من هم الشباب الرئيسي في مشروعه صناع الحياة ، ورغم اختلاف روافد المشروع إلا أنه من أهم الأفكار التي طرحت كانت فكرة زراعة الأسطح ، وتحويلها إلى حدائق خضراء ، فكرة المشروع تتلخص في زراعة أسطح المبانى من خلال استخدام نظم زراعية بسيطة تستخدم تربة مصنعة خفيفة ويمكن من خلالها الحصول على منتجات صحية لا تستخدم فيها المواد الكيمائية والمبيدات الصناعية. وتصلح هذه النظم للحصول على خضروات (خيار , طماطم , فلفل , خس, كوسة , ملوخية , نعناع. الخ) كما يمكن الحصول على فاكهة مثل(الفراولة , الكنتالوب , الموالح وغيرها) بالإضافة إلى زراعة النباتات الطبية والعطرية وزراعة التوابل وزهور الزينة وزهور القطف.
ويهدف المشروع إلى زراعة أسطح المنازل و هي خطوة على طريق ربط الإنسان بالزراعة كأساس اقتصادي هام فى البلدان المتقدمة أو الأقل تقدما ، وذلك تحقيقا لنهضة زراعية شاملة.
وهناك أهداف مرحلية أيضا منها زراعة أسطح الجامعات:و هى خطوة هامة على الطريق و قد كانت الجامعات تحديدا هى المستهدفة نتيجة بعض المقومات الهامة التى ترشحها لذلك مثل:أنها هي مراكز تجمع الشباب الذي يمثل محور اهتمام المجتمع و طاقاته الفعالة ، و مركز خدمة المجتمع و منارات إشعاع الفكر والعلم .
الفكرة من المؤكد انها نجحت لأنها عزفت على اكثر من وتر لدى الشباب ، وتر فاعليتهم ،والقضاء على البطالة أيضا ، وهي نفس الفكرة التي تبنتها منظمة الأغذية والزراعة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة (الفاو) وقامت بتبنيها في بعض الدول النامية مثل السنغال وكينيا وكولومبيا، واقترحت أن يتم تنفيذها في مصر.الفكرة كانت تستند على أن أسطح المنازل هي مساحات واسعة تملؤها المهملات و«الكراكيب»، وغير مستغلة في نفس الوقت، في الوقت الذي تحتضر فيه البيئة من غياب اللون الأخضر من شوارع المدن الخانقة، وكان المشروع يعتمد في الأساس على إضافة رئة جديدة للعالم، وتوفير فرصة عمل مناسبة لربات البيوت وللشباب، بالإضافة إلى تبني فكرة الزراعة بدون تربة ويعتمد هذا النوع من الزراعة على استخدام بيئات زراعية بديلة للتربة العادية كبيئة «البيتموس»، وهو نوع من الطحالب، ينمو في الدول الباردة، ويستخدمه بكثرة منتجو نباتات الزينة، أو البرليت وهي صخور ناتجة عن انفجارات بركانية يتم وضعها في فرن درجة حرارته ألف درجة مئوية تتحول بعدها إلى حبيبات صغيرة تصلح للزراعة ولا يشترط لنجاح الزراعة فوق الأسطح مساحة معينة، فالأنظمة المستخدمة تصلح لكافة المساحات، ولكن المطلب الأساسي أن يتم إخلاء السطح من أي مهملات تعوق وصول الشمس للنباتات المزروعة، وان يكون السطح معرضاً للشمس من 4 إلى 5 ساعات يومياً، ومعنى ذلك أن هذا المشروع لا يصلح مع الأسطح التي تحيطها المباني من كل اتجاه والتي لا يصلها ضوء الشمس بالقدر الكافي.وربما يبدو ما سبق رفاهية بالنسبة لهؤلاء الذين يبحثون عن مكان وسط الزحام.. وسط ضجيج القاهرة، ولا يجدون سوى حجرة، قد تزورها الشمس ولها باب خشبي يغلق بالكاد فوق أحد الأسطح المترامية المتراصة كعلب كبريت مفتوحة، ينطلقون منها إلى العالم الذي لا يرحم.أو هؤلاء الذين يؤجرون أسطحهم للطلبة المغتربين لكي يزيدوا من دخلهم، ولكي يستطيعوا أن يوفروا شيئاً لأسرهم حتى لو كان ضئيلاً، أو هؤلاء الذين يؤجرون أسطحهم لشبكات الهاتف الجوال رغم ما يقال عن أضرارها الصحية، لكن يبدو أن ما باليد حيلة، فالتقنية أصبحت هي سيد الموقف، أو تأجيرها للافتات الإعلانات التي تعلن عن التلفزيونات الجديدة أو الهواتف الجوالة، أو زجاجات البيبسي، وحديثاً عن أرقام الدخول إلى مواقع الإنترنت، لتتحول الأسطح إلى لافتة إعلان كبيرة.. ضلت طريقها فاستقرت فوق البنايات ، لكن رغم ذلك تظل الفكرة ، فكرة زراعة الأسطح ، جديرة بالاحترام وبصناع الحياة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق