عندما كنا طلابا في المدارس الإعدادية والثانوية ، وأحرقنا النهم للقراءة ، ولم يكن في جيوبنا ما يكفي لشراء نجيب محفوظ و وتوفيق الحكيم ومصطفى محمود و طه حسين ، وزكي نجيب محمود من المكتبات الكبرى ، بأسعارها الغالية ، كان الرصيف ، وباعة كتب الرصيف هم ملاذنا الآمن ، هم من أطفئوا نهمنا بكتبهم التي كنا نبحث عنها ،والتي كانت تناسب إمكانياتنا المالية المحدودة ، الرصيف هو أكبر مكون ثقافي إذن ،وبنظرة على خريطة باعة كتب الرصيف ، ستجد أن الكتب لديهم القديمة والمستعملة هي التي تكون ثقافة أجيال سباقة ولاحقة .
وطبعا غني عن الذكر هنا أن نقول أن جميع باعة الجرائد يتخذون الرصيف مكانا آمنا لهم ، لعرض بضاعتهم ، على الرغممنن مضايقات البلدية لهم .
بنظرة سريعة على أشهر أرصفة القاهرة ، تستطيع أيضا أن تكتشف أشهر باعة كتبها :
1 – باعة الكتب أمام جامعة القاهرة والمنطقة المحيطة
2 – أسفل محطة مترو حدائق القبة ، من الناحيتين
3 – أمام دار القضاء العالي
4 – أمام محطة مترو الإسعاف
5 – أمام محطة مترو كوبري الليمون " تروماي مصر الجديدة "
6- سور الأزبكية بالعتبة
7 – سور السيدة زينب
7 – بجوار ميدان المطرية
8 – أمام مسجد الاستقامة بالجيزة
9 – بطول سور جامعة الأزهر بمدينة نصر
ثقافة الرصيف تختلف تماما عن تلك الثقافة التي تختفي خلف المكتبات الأنيقة بأسعار توشك أن تكون في حجم راتب احد أبناء هذا الرصيف، قارئو ثقافة الرصيف هم الذين يذهبون إلي معرض الكتاب لكي يذهبوا إلى «سور الازبكية» بحثا عن كتاب قديم، وقيم، وسعره «مهاود».
ويمكننا تقسيم ثقافة الرصيف إلى ثلاثة أنواع: النوع الأول هم الذين يبيعون كتبا لا علاقة لها بالثقافة، ويستغلون الرصيف لترويجها وهي كتب العفاريت والجن، ومثلث برمودا والجنس، وليلة الزفاف وهي كتب من الطبيعي ألا يكون مكانها في المكتبات الفاخرة، فهي تبحث عن قارئ معين، هناك ثقافة أخرى تنتشر على الرصيف هي ثقافة الكتب الدينية، ملخصات من أمهات الكتب، أو التي ألفها بعض مشايخ الأزهر المغمورين، لمداعبة أحلام المراهقين، وتدور معظم عناوينها في إطار عذاب القبر ونعيمه وماذا ترى في النار، سكرات الموت إلى آخر هذه القائمة، النوع الثالث من الكتب هو ثقافة جادة وان كان لا يجد قارئا متميزا، وهي الكتب الأدبية والثقافية والفلسفية والعلمية، وهي مكتبات كاملة يبيعها أصحابها، بعد أن يصلوا إلى حد اليأس من الثقافة، ومن المثقفين، أو ربما لحاجة إلى المال، ورغم رخص سعر هذه الكتب إلا أنها اقل أنواع الكتب الثلاثة السابقة مبيعا.
12/01/2007
الثقافة على الرصيف
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
هناك تعليق واحد:
من غير تريقه انا عايزه اعرف
بنروح لسور الازبكيه ازاى؟
هو فين العتبه؟؟
إرسال تعليق