07‏/07‏/2007

من أحرق القاهرة ؟





وعلى الرغم من أن الملك فاروق مات ميتة طبيعية ، إلا أن الفترة التي أعقبت خروجه من مصر على يخت المحروسة عقب قيام ثورة 23 يوليو واستيلاء الجيش على الحكم وحتى رحيله في 17/3/65 في إيطاليا التي اختارها ليستقر بها، فمنحته حق اللجوء السياسي ، وكان يبلغ من العمر 45 عاماً، بقي في المنفى 13 عاماً ، ظل الملك فاروق الذي حكم مصر 15 عاما عدا فترة الوصاية ، صامتا حتى رحيله ودون أن يرد على الاتهامات التي وجهت إليه بخصوص حريق القاهرة في يناير 1952 ، والذي كان أحد أسباب قيام الثورة ، أو اتهامه في صفقة الأسلحة الفاسدة في حرب فلسطين 1984 ، وعشرات الاتهامات الأخرى التي وجهت إليه بالفساد، وعلاقاته النسائية ، والتواطؤ مع الاحتلال ، كما تظل أحداث الثورة مروية من جانب واحد هو جانب الضباط الأحرار الذين قاموا بها ، بينما ظل الجانب الآخر –الملك فاروق – والذي لا ريب يحمل جزءا كبيرا من الحقيقة صامتا حتى رحيله حاملا معه المفتاح الآخر لصندوق الأسرار ، ورغم صدور عدد كبير من الكتب مؤخرا للدفاع عنه أهمها مذكرات كريم ثابت ، وهناك الفيلم الذي ينتوي وحيد حامد تقديمه ، إلا أن من يملك السر وهو الملك فاروق ، لم يتكلم .
أحد الذين تحدثوا ، وإن لم يقولوا كل شيء كان رئيس مصر الأول محمد نجيب و الذي استبعد من الحكم بعد عامين من قيام الثورة في نوفمبر 1954 عندما فوجئ وهو يدخل قصر عابدين بضباط البوليس الحربي، وإذا بهم يقتادونه إلى فيلا قديمة في ضاحية المرج أقصى شرق القاهرة، على وعد بأن يعود بعد أيام، ولكنه ظل حبيس هذه الفيلا حتى عام 1982، إلى أن نقلوه إلى شقة أكثر ضعة لحين وفاته عام 1984. وظل عبد الناصر قائما بأعمال الرئيس إلى أن تم انتخابه في يونيو 1956 رئيساً منتخباً لجمهورية مصر العربية بعد حصوله في استفتاء شعبي ، وعاش محمد نجيب الفترة التي أعقبت ذلك تحت قيد الإقامة الجبرية ، وكتب في تلك الفترة كتابه " كنت رئيسا لمصر " إلا أن الحقيقة تقول أن هناك الكثير مما لم يقله نجيب .


ليست هناك تعليقات: