07‏/07‏/2007

دعوة المسجون تقتل السجان


أحد أكثر الشخصيات غموضا في التاريخ المصري الحديث هو حمزة البسيوني ، قائد السجن الحربي أثناء الحكم الناصري ، والذي مات ميتة بشعة ، ميته شنيعة اذ اصطدمت بسيارته سيارة لنقل اسياخ الحديد المخصص للبناء فمزقت ضلوعه ولم يستطيعوا انتزاع جسده من الحديد الذى رشق في جميع انحاء جسده، ويقال أن نجيب محفوظ كتب روايته الكرنك بعد أن شاهد حمزة البسيوني في أحد مقاهي القاهرة ، وقد مثل دوره كمال الشناوي في الفيلم الشهير الكرنك
ويروي قادة جماعة الإخوان المسلمين عنه في مذكراتهم الكثير مما لا يسر ، و يحكون أنه كان يتفنن في اختراع طرق ووسائل لتعذيبهم ، وفي حين ينفي مناصرو عبد الناصر علمه بوسائل التعذيب البشعة التي كان يتبعها البسيوني في سجنه ضد المعتقلين السياسيين ، يؤكد العديد من جماعة الإخوان المسلمين علمه بها ، ونجد الشيخ يوسف القرضاوي في مذكراته يقول عن البسيوني " هو رجل يتفجر الشر من جميع جوانبه، فلا يفكر إلا في الشر، ولا ينوي إلا الشر، ولا يتكلم إلا بالشر، ولا يفعل إلا شرا، إنه من نوع قابيل الشرير الذي قتل أخاه بلا ذنب جناه. فهو رجل فارغ الرأس من الفكر والثقافة، فارغ القلب من الإيمان والعاطفة، فارغ النفس من الطموح إلى المعالي، حرم الخشية من الله، والحياء من الناس، فلا يخاف الله، ولا يرحم عباده، ونظرا لشعوره بالنقص الكامن في ذاته أراد أن يكمله بادعاء القوة، والظهور بمظهر الجبروت، وعلى من؟ على من لا حول له ولا قوة، على أسراء سجناء لديه جردوا من كل سلاح، ومن كل قوة. والتجبر على من لا حول له ولا قوة شأن الضعفاء المهازيل الأخسّاء. ولو أنه خلع بِزته العسكرية، وخرج من دائرة نفوذه، وتعامل مع الناس بشخصه وملكاته، فكم يساوي في الناس؟ إنه لا يساوي صفرا " ويروي القرضاوي عن أيامه في سجن البسيوني قائلا " كان شقيق البسيوني طبيبا يعمل في هيئة التحرير بالمحلة، واسمه الدكتور عمر ، فربما جاء يزوره، وجاء ذكر المحلة ونشاطها، ولا بد أن يذكر اسمي في تلك الحالة، فيقول له حمزة :يمكننا أن نكرمه بهذه الهدية بمناسبة زيارتك، فنصرف له من عندنا خمسة عشر كرباجا. ويأتي رحيل البسيوني الغريب حيث مات في حادثة في الطريق الصحراوي وظل دمه ينزف من عربة الإسعاف حتى بعد نقله داخلها طوال الطريق الصحراوي وحتى المستشفى التي مات فيها لتضع طريقة الموت وسببها حول اسمه وحول ما كان يشاع عنه عشرات الاستفهامات ، وكأنها دعوة مظلوم استجاب الله له في سجن مظلم قاس .

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

مقالة ممتازة انا سمعت مرةلا ادرى او قراته فى مكان اسم حمزة البسيونى ولم اكن اعلم من هو
شكرا على المعلومة انا صلت عليه من البحث فى جوجل