07‏/07‏/2007

أسمهان .. صوت الحزن


رحيل أسمهان هو أحد الألغاز المستمرة منذ أكثر من نصف قرن ، فمع رحيلها المفاجئ ، ومع ما كان يثار في تلك الفترة عن علاقة الفنانات بالمخابرات ، يبقى رحيلها مجرد لغز لا يعرف حله أحد سواها ، أسمهان أسطورة في حياتها وفي مماتها ، كانت تملك حنجرة ذهبية يرى كثيرون أنها المنافسة المثلى للسيدة أم كلثوم ، وربما كان هذا سببا في الشائعة التي أطلقت عقب رحيل أسمهان بأن أم كلثوم كانت وراء حادث مصرعها لأنها كانت تغار منها ،لكن الأمر الأكثر إثارة للجدل ويصلح حقلا جيدا للشائعات هو كونها على علاقة بطرفي النزاع في الحرب العالمية الثانية، وحقيقة دورها السياسي آنذاك، إذ ظل الغموض مواكباً لحياتها القصيرة والعاصفة، على الرغم من محاولات بعضهم مقاربة هذه المنطقة الملتبسة في مسيرتها الفنية والسياسية، والتي تضعها في مرآتين متناقضتين، تقعان بين صورة الملاك من جهة، وصورة الشيطان من جهة أخرى ، فصاحبة ''يا طيور''، و''ليالي الأنس''، عاشت حياة صاخبة، ومغامرات عاطفية، كانت مادة دسمة لصحافة الأربعينيات، بعضها طاول حياة الملك فاروق، نتيجة الصراع بينها وبين''نازلي'' والدة الملك المصري الراحل التي كانت على علاقة بأحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي الذي كانت تغار عليه كثيراً و هو ما عرض أسمهان للطرد من مصر، لكن صديقها الوفي محمد التابعي أنقذها من تنفيذ هذا القرار، وقبل وفاتها في العام 1944 لعبت أسمهان بطولة فيلم (غرام وانتقام) مع الممثل القدير يوسف وهبي، لكنها لم تشاهد العرض ، ولم تكمل الفيلم أيضا بسبب موتها
بحسب كتاب " الفنانون المخابرات " فأسمهان كانت واقعة بين أربعة أعداء من الممكن اتهامهم بقتلها ، الملكة نازلي والمخابرات البريطانية ، والمخابرات الألمانية ، و المخابرات الفرنسية لكنهم أطلقوا في النهاية شائعات بأن أم كلثوم كانت وراء مقتلها .
أسمهان مثال الأنوثة الطاغية والسحر الذي لا يقاوم، والوجه الحزين الذي كان سلاحاً تستمد منه القوة لتنال مرادها من العقول والقلوب. عقول وقلوب الرجال التي طالما ضعفت أمام شخصيتها المحيرة قررت في الرابع عشر من يوليو 1944 أن تترك خلفها لغزا كبيرا حين كانت تستقل سيارتها الخاصة متجهة من القاهرة إلى مصيف رأس البر وكانت بصحبتها صديقتها ماري قلادة، وعندما مرت السيارة بمنحدر صعب أخذت تهتز في يد قائدها فأسرع بالقفز من السيارة التي انحرفت نحو ترعة الساحل على مقربة من قرية صغيرة تسمى (شرنقاش) ليتجمع الاهالي ويخرجوا جثة الفنانة وصديقتها من داخل السيارة الغارقة.. وتم القبض على السائق ليبدأ رجال النيابة التحقيق معه. ومنذ ذلك الوقت وعشرات الشائعات تروى عن حقيقة وفاتها ، الغريب أن وفاة أسمهان وقعت في نفس يوم ميلادها لتموت وهي في ريعان الشباب عن عمر يناهز الثانية والثلاثين عاما.ً

ليست هناك تعليقات: