02‏/09‏/2006

صحف الشتيمة


صحف الشتيمة



عناوين مثيرة ، صور فاضحة ، شتائم مقنعة وعارية ، أكاذيب لا مواراة فيها ، يبدو هذا هو حال العديد من الصحف المصرية هذه الأيام ، ولا سيما التي تخصصت في الجريمة ، التي احترفت الشتيمة شعارا لها ، في الكاريكاتيرات ، او المقالات ، وفي المانشيتات ، جعلت واحدا ممن عاشوا فترة الستينيات يقول لي واصفا واحدة منها " هذه ليست صحيفة ، بل صفيحة " ، ربما يعتبر القائمون على هذه الصحف هذا السلوب هو القرب إلى قلب القارئ ، عندما يزول الحد الفاصل بين الشارع وصفحة الجريدة عندما يصبح ما يقال في الشارع هو ما يكتب ، لكن ما لا دركونه أنها في هذه الحالة لن تتحول إلى صحيفة ، ولا إلى أي شيء آخر .
الشتيمة هنا قد لا تكون بالالفظ ، بل بالكذب الصريح على القارئ ، بنشر صورة عارية ، حتى تصبح من الأشياء المألوفة بالنسبة له ، يوجد في مصر الآن اكثر من 18 جريدة ، حسب إحدى الإحصائيات ، تتخذ من موضوع الجريمة متكئا لها زادها : صور ، وفضائح المشاهير ، و العناوين المثيرة التي تجرح النظر ، المانشيتات التي تعبر " شتيمة " في حق قارئها .
عناوينها تستطيع أن تتوقعها " عمايل الفنانة المعروفة مع لاعب الكرة الصايع في نص الليل " ، " القبض على شبكة دعارة تضم طالبات في الجامعة و تقودها فنانة معروفة "، " حكاية سهرة الراقصة المشهورة في شقة رجل الأعمال الشهير " و " أكبر شبكة آداب تسقط في الاسكندرية " ، ومع التركيز على هذه النوعية من العناوين تشعر أن البلد كلها أصبحت هكذا ، و هنا يأتي رد الفعل الذي نحذر منه .
الشتيمة في هذه النوعية من الجرائد قد لا تكون باللفظ والمشكلة ليست في الشتيمة نفسها ولا في مطلقيها أنفسهم، بل في انتشارها وجعلها من الأمور العادية في حياتنا و إشاعة خطاب الشتيمة ، بحيث تصبح في نهاية الأمر كلاما عاديا متداولا ، ومن هنا يبدأ الخطر .

ليست هناك تعليقات: