20‏/09‏/2006

رصاصة الرحمة




(1)
.. .. ..
.. .. ..
.. .. ..
إلــــخ

(2)
هنا
أسفل يدى بالضبط
قطعة تدق
كل يوم خمس دقات
فى الدقة الخامسة : تستيقظ التماسيح
فى الرابعة : ينفخ فى الصور
فى الثالثة : مكرر
فى الثانية : أبدأ الكتابة
فى الأولى : أترك ذراعي على الورقة
وأجرى فى الشوارع
صارخا

(2)
لم نعد مبهرين كالجان
لم نعد مشعين
نحلق فوق الناس بقلوب وقصائد متوهجة
لسنا أجمل من الديناصورات
ولا أسعد من الحمقى
فقدنا كل مبررات وجودنا
فقدنا قبورنا المزركشة
وسرنا عراة
حين نختنق بالشعر
ونشعر أنه يضغط على أرواحنا بقوة
- بحذائه -
لا نكتب
نحن المبهرين
لم نعد كذلك
فمن الذى زرع هذه القصائد
فى طريقى
ومن أين لى
- أنا القعيد-
بمنجل أعلى السحابة ؟
من أين لى
بأم لا تموت ؟
(2)
أيها الطيب كصنبور
المسلّي كتلفاز
المحتج كخلاط
ويحك –
لقد تحولت منى إلى آلة

(2)
الجوع ..
لم يذهب الى المدرسة
ولا دخل فصول محو الامية
تربى فى الشارع
وصادق الطلاء المتساقط
على فم منسى من زمن

(2)
كيف اكتشفنا هكذا فجأة
وبعد مرور كل هذه السنوات
أن كل ما قلناه قد قيل
وما فعلناه قد حدث ملايين المرات
لسنا متفردين
لسنا شعراء ولا مذهلين
لسنا أى شىء على الاطلاق
لم تعد البيوت تنحنى لتحيينا
تطردنا الشوارع كالكلاب
كالغجر
كالزناة
الى الحوارى المسدودة
ترشق القصائد فى أجسادنا كمطواة
تمنحنا القىء والسعال والربو عن طيب خاطر
نرفع أيدينا مستسلمين
ونسير إلى آخر الطريق
معترفين بذنوبنا التى لم نرتكبها
مصرين على أن ندفع الثمن
كيف اكتشفنا كل هذا فجأة
ونحن فى سرائرنا
نحسب المسافة بيننا وبين الجاذبية الأرضية
نتحدث بود مع القتلة
وندخن

(2)
اكتظت خزائننا بالذنوب
ولم نرفع أيدينا إلى السماء
بطلب المطر
سرنا فى الشوارع كالموتى
وقلنا هذه شيم الغرباء
يلكزنا السحاب بقوة
فلا نستيقظ
نعبئ البنادق بالبنفسج
ونقول :
" الصفصافة التى رعت فى الحقول ميتة
ستصاب بوما بالجدرى
ليخلف في وجهها حفرا صغيرة جميلة
تصلح مسكناَ للأطفال
يولدون ضاحكين
يجرون خلفهم ناقتين وجارية "

(2)
عليكم أن تغسلوا أسنانكم جيدا
قبل النوم
وإذا جاءتكم الكوابيس
استقبلوها بأنفس راضية
خذوها بالأحضان وقدموا لها شيئا مثلجا
غنوا لها "يا ليل الصب "
فإذا ما نبتت على أعينكم النظارات
فاعلموا أن القرصان قد رضى عنكم
فالبحر سيشقه الأن –
نبى
(2)
حتى الذين نتذكرهم
ونحن فى غرف العمليات
سيفتحون لنا باب المشرحة

(2)
ناموا ولما استيقظوا فى الصباح
وجدوا زوجاتهم موتى
نمن ، ولما استيقظن فى الصباح
وجدن أزواجهن جثثا هامدة
...

البقاء لله

(2)
هذا سكين
والذى عليه دم
طبعا تنتظرون أن أقول
أننى القتيل

(2)
وما أبرىء نفسى
أنا الذى بدأت بالشعر

(2)
التى صارت أبيض من أى كوب حليب
تركت مربعا يراه الديناصور من مخبئه
فينقلب على ظهره
على صدره
على جبينه
ويقهقه كأى حمار لم يفهم اللوغاريتمات
ولم يوقظنى فى الرابعة صباحا
ليشكونى لى
لأنني لم أعد له حبات المطر
ليرقص مع ماجدة الرومى فى أغنية مع جريدة
ديناصور بلا ذيل
بلا مسدس بثلاث طلقات ونصف
بلا أبيض بمربع بنى فى المنتصف
لا ...
لا ...
هى التى سترص البيض
فى خانات الكلمات المتقاطعة
بحرص ، محاذرة من دمى على البلاط

(2)

المترو الذى أكتب عنه منذ أربع سنوات
هو الذى ..
لن أكتب عنه الآن


(2)
هو نفس الكلام الذى كتبته من قبل
ما الذى تغير
هل كبر المعاقون
وأمسكوا بنجمتين ، خبطوهما معا
- استعدادا لقليهما-
فلما أضاء المقهى
بدأت أخرج من جديد
فى حلة خضراء كميت
بثلاثة أجنحة كمروحة السقف
أتأمل البرص فى السرير
وأستعد للضحك .

(2)

هنا بالضبط..
مضغة سماها العرب الاوائل : القلب
تكرهها الحداثة
تهددنى ، وترغمنى على تجاهلها
لم تجعلني أكتب قصيدة غزلية في
الميكروباصات
ولم أجهز قصيدة لرثاء أبى
لم أتفق مع جرافة
لأبكى على أطلال أى بيت
فقط سحبتنى من يدى
فتركت كل هذا الخراب أمامى ، وخلفى
لأدرك الأن
أنها بلا قلب
بلا حبيبة على الكورنيش
بلا صديق فى المقهى
بلا أم ، ولا خالة
أن هنا
أسفل يدى بالضبط ..
مضغة لم تدق منذ بداية القصيدة

(2)
يجب
ما دام الأمر هكذا
أن نقف صفا أطول من هذا
أيدينا لأسفل
رؤسنا لأسفل
ثم
بووم ، بووم
بووم ، بووم
سأتوقف عن الكتابة
سأتوقف عن الكتابة
سأتوقف عن الكتابة
حتى لو غنت نجاة
أمامى الى الصبح
" كل ده و قلبى
اللى حبك
لسه بتسميه
ثلاجة معطلة "

(1)
إلخ ................
.....................
.....................
.....................

هناك 9 تعليقات:

مـحـمـد مـفـيـد يقول...

اولا كل عام وانت بخير والعام القادم في تقدم وازدهار
ثانيا اعجبتني بشده مجموعه اليوستات السابقه التي تعبر عن الوسط الصحافي ووصفك لها بروعه
ثالثا انا ومحمود عزت كنا في سيرتك امبارح والله وكنا بنشكر في كلامك واراءاك علي فكره محمود ابن عمتي ومطلع عين ........
رابعا لم اجد ما اعلق علي البوست ده الا اني اقول لك برافو يا ابو حميد

LAMIA MAHMOUD يقول...

حتى الذين نتذكرهم
ونحن فى غرف العمليات
سيفتحون لنا باب المشرحة



هذا سكين
والذى عليه دم
طبعا تنتظرون أن أقول
أننى القتيل


عديت مرحلة الشعر بجد .. يعني الكلام الكويس بنقول عليه ده مش كلام ده شعر
طب الشعر العبقري نقول عليه اية
الله بجد

CoonCan يقول...

"الجوع ..
لم يذهب الى المدرسة
ولا دخل فصول محو الامية
تربى فى الشارع
وصادق الطلاء المتساقط
على فم منسى من زمن"..
.
.
.
.
جميل..أن يفاجئني الجوعُ بشبعٍ خيالي هكذا..

:)

غير معرف يقول...

سلفادور دالي يا محمد ؟؟؟؟؟؟؟


بدأت أشك فيك

كل سنة وانت طيب يا سكر


احمد محجوب

Unknown يقول...

إيه القسوة دى
على مهلك على نفسك
صحيح هو تحليل لبعض المواقف ف الحياة لمحاولة خلق حياة جديدة تخلو مما يعلق بها من سلبيات بس العملية دى بتكون صعبة على النفس
بكرة احلى ان شاء الله

saso يقول...

لم يعد لدينا الجديد،، لم يعد بامكاننا الابهار ولا الانبهار ولا الاحساس بقشعريرة المعرفة ولا رهبة الخوف
كل احساس يصدمك حقا انك أحسسته من قبل حتي يختلطا فلا تعرف أحياه تلك ام ديجا فو مستمره

حتي تندهش ،، فتكتشف انك لازلت حيا

انا باتخبط في قصايدك،، بس اللي بيبهرني فيها احساسي بالاندهاش
باعرف اني لسه موجودة

غير معرف يقول...

الشاعر الرائع محمد أبوزيد
حينما تتضافر الكلمات مع لوحة مثل هذه لا أجد شيئا سوى أن اظل صامتا لوقت طويل أتأمل لوحتك التي رسمتها تحت قصدة سيلفادور دالي ـ على ما أعتقد ـ وأظل أتأمل حتى تخرج الكلمات من بين أصابعي لتعانق كلماتك ولا يقبع امامي الآن سوى لحنك الجميل ولوحتك الرائعة هكذا أنت دوما
وهكذا نحن نعلم أن :
الذين نتذكرهم
ونحن فى غرف العمليات
سيفتحون لنا باب المشرحة

غير معرف يقول...

برافو بجد برافو

محمد أبو زيد يقول...

محمد مفيد
شكرا لك يا صديقي

لمياء
ربنا يخليكي
مش عارف أقولك إيه


كونكان
الجوع يلتهمنا الآن

أحمد محجوب
انت عارف أني وسلفادور دالي ولاد حارة واحدة
هههههه


أبو أمل
دي مش قسوة
ده واقع


ساسو
كل سنة وانتي أجمل يا أستاذة

أستاذ بهاء
ربنا يخليك
أنا بفخر برأيك والله


واحد من الناس
شكرا يا صديقي